أبو عمرو السلطاني يكتب..قُلتُ
عِراضُ الأماني مُنُوا بالكَسلْ
ويَسعدُ بالجِدِّ مَن قد وصَلْ
وكُلُّ انتِصارٍ بَعيدٌ بَعِيدٌ
إذا النَّفسُ ثارَت ولمْ تُعتَقَلْ
وكُنْ نفسَ حُرٍّ تَعَفُّ الرَّزايا
وتأبَى على الدَّهرِ أنْ تُستَذَلْ
وجَرحُ البَعِيدِ سَريعُ التَّعافِي
وجَرحُ الأحِبَّةِ داءٌ عَضَلْ
ومَن رَدَّ في غَضَبٍ نَفسَهُ
فهذا القَويُّ وهذا البَطَلْ
وإنْ كنتَ في الناسِ شَهْماً وَقُوراً
كرِيماً وسَمْحاً فأنتَ الأجَلّ
وإن نِمتَ بالسَّترِ نَوماً هَنِيئاً
فَسُكنَى الكُهُوفِ كسُكنى القُلَلْ
ولا تَصرِفِ الظَّنَّ إلا لِخَيرٍ
وما ضَلَّ في الناسِ مَن قد سَأَلْ
وبالعِلمِ والمالِ تبقَى كريماً
وتَركُكَ لِلِّدينِ أَمرٌ جَلَلْ
وفي الناسِ جَهلٌ عَتيدٌ عظيمٌ
وسَيلٌ من الحُمقِ لا يُحتَمَلْ
فأَقلِلْ صِحابَكَ واختَر صَفِيَّاً
من الدِّينِ واصبِر وكُن كالجَبَل
ولازِمْ أخي الصَّمتَ ما عِشتَ واحذَر
بأن تستَجيبَ لأهلِ السَّفَلْ
وأمسِكْ لسانَكَ عن كُلِّ سُوءٍ
ولا تَنطِقِ السَّاقِطَ المُبتَذَلْ
وبَعضُ الكلامِ يَحُطُّ من العَز
مِ والبعضُ يبعثُ فينا الأملْ
وبعضُ الكلامِ يَجُرُّ البَلايا
ويُنذِرُ بالحَربِ بين الدِّوَلْ
وبعضُ الكلامِ نَدِيٌّ رَقِيقٌ
كمِثلِ النَّسِيمِ وطَعمِ العَسَلْ
وراقِبْ مَن الكَونُ في قَبضَتَيهِ
وخَفْ يا عَصِيُّ قُدُومَ الأجَلْ
ستَفنَى الحياةُ وكلُّ امرِئٍ
يَمُوتٌ ويَلقَى الذي قد فَعَلْ
بقلمي : أبو عمرو السلطاني
القُلَل : القصور العالية.