أحمد حسن محمد يكتب..أمِيرَةٌ عَرَبِيَّةٌ عَلَى حِصَانِ الْغَدِ
(إلى غزة.. وَرَقَاتُ كُرَّاسَةٍ سَيُخْرِجُونَها مِنْ تَحْت أْنَقَاضِ فِكْرَةٍ مَقْصُوفَةٍ بِقَلَم رصَاصٍ!
شَفَةُ الْمَصَابِيحِ الْعَجُوزَةِ تَنْفُخُ الأَضْوَاءَ فِي قِدْرِ الْمَسَاءِ؛
لِتُنْضِجَ النَّظَراتِ
وَأَثَاثُ بَيْتِي صِبْيَةٌ نَامَتْ
وَقَلْبِي شَيْخُ شَكْوَى تَحْتَ أَنْقَاضٍ مِنَ النَّبَضَاتِ
…
فالليْلُ يَسْكُبُ فِي فَمِ الظُّلُمَاتِ صَرْخَةَ طِفْلَةٍ أُخْرَى..
وَتَعْتَقِلُ الْجُرُوحُ مَدِينَتِي..
وَتُطِلُّ مِنْ عُشِّ الوَدَاعِ مَلامِحُ الأَيْتَامِ سَاخِنَةً..
تُحَاوِلُ أَنْ تَطِيرَ بِغَيْرِ رِيشْ
وَعَسَاكِرُ الأَحْقَادِ يَذْرِفُ -خَطْوَهَا- جَفْنَا سِيَاسِيٍّ..
عَلَى
خَدَّيْ غُرَابٍ -مُنْذُ شَمَّ رَوَائِحَ الْقَتْلَى- بَشُوشْ
مَا زَالَ يَقْلَعُ نَبْضَ تَارِيخِي الْمُشُجَّرَ فِي ضُلُوعِ الأَرْضِ..
مِمْحَاةُ الْقَنَابِلِ فِي يَدَيْهِ
تَهِيمُ فِي مَسْحِ الْعُرُوبَةِ مِنْ خَرَائِطِنَا الْنَّحِيفَةِ بَعْدَ تَسْمِينِ الْجُيُوشْ
حَتَّى يُعِيدُوا رَسْمَها طِبْقًا لِــ(جُغْرَافْيَا) النُّعُوشْ
هُمْ يُتْقِنُونَ الْخَطَّ فِوقَ سُطُورِ مَوْتَانَا بِدَبَّابَاتِ رَغْبَتِهِمْ..
وَأَقْلامُ الرَّصَاصِ سَرِيعَةٌ
إِنْ كَلَّفُوهَا بِالْكِتَابَةِ فِي الصُّدُورِ..
وَخَلْعِ أَفْئِدَةِ الْعَصَافِيرِ -الْبَرِيئَةِ دَائِمًا- مِنْ بَين أَضْلَاعِ العُشُوشْ
الآنَ يَمْتَلِكُونَ عَقْدًا “لِلْقِطَاعِ” مُوَقَّعًا بِرَصَاصَةٍ..
وَعَلَيْهِ أَخْتَامٌ بِحَجْمِ الثُّقْبِ فِي رَأْسِ ابْنَةٍ صُغْرَى..
وَبَصْمَةُ دَوْلَةٍ كُبْرَى بِعَشْرِ أَصَابِعٍ
فُتِحَتْ جَهَنَّمُ نِيَّةٍ سَوْدَاء تَحْتَ نُعُومَةِ اللمَسَاتِ فِي تَسْلِيمِهَا بوشًا لــــ بُوشْ
وَهُنَاكَ.. أَطْلَقَتِ الْوُحُوشْ
وَشُهُودُنَا الْعِشْرُونَ مُنْشَغِلُونَ فِي إيقَاظِ مُؤْتَمَرٍ
يُضَاجِعُ غُرْفَةَ الإِنْعَاشِ فِي الرُّؤْيَا..
يَعِيشُ وَلا يَعِيشْ
…
عَيْنَايَ أَرْضا مَحْشَرٍ لِمَشَاهِدِ الْجَرْحَى..
وَأَكْفَانُ السُّؤَالِ تَمَرَّغَتْ فِي ضِيقِهَا رِئَتِي..
وَقَلْبِي ضَفَّتَان مَرِيضَتَانِ بِنَبْضِيَ الْمَسْمُومِ مِنْ غَرْزِ الْمَشَاهِدِ فِي الْعُيُونِ..
وَكَمْ تُغَيِّر جِلْدَهَا فِيهَا ثَعَابِينُ الْفَضَائِيَّاتِ..
و(التِلْفَازُ) قبرٌ يبْعَثُ الشُّهَدَاءَ..
مُنْذُ قِيَامَةِ الْجُرْحِ الْفِلَسْطِينِيِّ حَتَّى الآنْ
مَاذَا سَتَفْعَلُ يَا حَفِيدَ الْوَهْمِ؟!
كُلُّ السَّطْر حُوصِرَ بِالدُّخَانِ.. وَأَوَّلُ الْكَلِمَاتِ جُرْحٌ.. آخِرُ الْكَلِمَاتِ جُرْحٌ..
وَالْحُرُوفُ تَغُزُّ أَوْرَاقِي بِأَسْنَانِ الْمَعَانِي..
(نُقِّطَتْ بِدَمٍ تَنَكَّرَ فِي قَمِيصِ الْحِبْرِ مُقْتَنِعًا بِزُرْقَتِهِ..)
ويَسْقُطُ مِنْ أَعَالِي رَعْشَتِي إِنْسَانْ
وَالسَّطْرُ يَبْلَعُ شِبْرُهُ مِنْ وَحْشَتِي فَدَّانْ
***
نَمْ يَا بُنَيَّ الآنَ..
لا يَسْتَيْقِظُ الأَوْلادُ قَبْلَ الصَّبْحِ..
هُمْ لَنْ يَسْمَحُوا لَكَ بِالتَّجَوُّلِ فِي الدَّفَاتِرِ..
والتَّمَايُلِ فِوقَ عِيدَانِ الْوُرُودْ..
دَعْ هَذِهِ الدَّرَّاجَةَ الْخَضْرَاءَ..
لَيْسَ لَهَا مَكَانٌ فَوْقَ أَكْتَافِ الشَّوَارِعِ..
كُلُّ كِتْفٍ فِي الْمَدِينَةِ أَصْبَحَتْ مَحْنِيَّةً بِخُطَى الْجُنُود
وَالْقَرْيَةُ الأُخْرَى تُحَمِّرُهَا يَدَا الشَّيْطَانِ..
فِي سَمْنِ الْمَطَامِعِ..
نَعْجَةً أُخْرَى يُقَدِّمُهَا رَصَاصُ الزَّيْفِ طَازَجَةً لأقْدَامِ الْيَهُودْ
ما عادَ فِي حِضْنِ الرَّصِيفِ لَنَا مَكَانٌ..
أَوْ بِقَلْبِ حَدِيقَةٍ فِي بَيْتِ شِعْرِي
كَيْ تُمَارِسَ لُعْبَةً..
وَتَعُودَ لِي عِنْدَ الْمَسَاءِ بِثَوْبِكَ الْخَجْلانِ مِنْ وَحْلِ النَّجِيلَةِ..
طَالِبًا مِنِّي التَّشَفُّعَ عِنْدَ أُمِّكَ (رَحْمَةُ الْبَاقِي عَلَيْهَا)..
رَبَّتِ الأَحْلامَ فِي قَلْبِي..
وَقَبْلَ مَوَاسِمِ التَّحْقِيقِ عَاجَلها صَهَايِنَةٌ بِفَرْكِ السُّنْبَلاتْ
وَتَدَلَّتِ الأَقْلامُ مِنْ غُصْنِ الْبَلاغَةِ:
كُلَّمَا مَرَّتْ حُرُوفٌ قَطَّفَتْ نَبْضِي..
وَفَرَّطَتِ الْمَعَانِيَ فِي السُّطُورِ الْمُشْرَبَاتِ بِصَرْخَةِ الْبَقَرَاتِ..
يَأْكُلُهُنَّ أَسْبَاعٌ أَتَتْ مِنْ صُلْبِ حُلْمٍ أَجْنَبِيٍّ
فَسَّرَتْهُ الْقَاذِفَاتْ
وَالْقَصْفُ يَقْطِفُ عِزَّ مِئْذَنَةٍ عَلَى شَفَتَيْ بِلالٍ..
رَامِيًا تَارِيخَهَا فِي سَلَّتَيْ عَظْمٍ مُثَقَّبَتَيْنِ..
تَنْزِفُ مِنْهُمَا -فِي الشِّعْرِ- ذَاكِرَةُ الرُّفَاتْ
لَمْ يَبْقَ مِنْ بَدَنِ الْمَآذِنِ غَيْرُ أَلْوَاحٍ..
تُرَقِّعُ جِلْدَةَ النَّعْشِ الْمُسَمَّرِ فِي صُدُورِ الأُمَّهَاتْ
تَرَكَ الْمُؤَذِّنُ كِلْمَتَيْنِ يَتِيمَتَيْنِ..
عَلَى ضِفَافِ الرِّيحِ وَحَدَهُمَا………….
وَ…..مَاتْ
وَاللَّيْلُ كَفَّنهُ بِقِيعَانِ الدَّمِ الْمَسْفُوحِ مِنْ كَبدِ الْجِهَاتْ
وَتَقُولُ ذَاكِرَتِي لأَوْلادِ السُّطُورِ بأنَّه قَدْ كَانَ: (فِيمَا كَانَ…)
مِئْذَنَةٌ وَمَدْرَسَةٌ وَجِيرَانٌ…
وَخَيْلٌ مُسْلِمُونَ تَوَافَدُوا مِنْ سُورَةِ الإِسْرَاءِ……
فَارْتَدَتِ الْحِجَارَةُ تَحْتَهُمْ نَبْتَ الْخَلاصِ..
وَأَثْمَرَتْ لُغَةُ الْعُرُوبَةِ حَقْلَ زَيْتُونٍ..
وَبُرْجًا عَامِرًا بِالرَّفَّةِ الْبَيْضَاءِ
لَمْ يَفْتَأْ يُطَيِّرُ فَرْخَهُ الْعَرَبِيَّ فِي عَقْلِ الْحُرُوفِ..
وَفِي قُلُوبِ الأُغْنِيَاتْ
بَعْضُ السُّطُورِ يُصَدِّقُونَ حِكَايَتِي..
وَالْبَعْضُ لَفَّ حِبَالَ زُرْقَتِهِ عَلَى عُنُقِي…
وَمَاتَ عَلَى ذِرَاعِي فِي سُكَاتْ
حَكَمُوا بِأَنِّي مُذْنِبٌ بِعُرُوبَتِي الْخَضْرَاءِ..
بِالْحُلْمِ الْمُقَيِّدِ فِي كَرَاسِيِّ الشَّتَاتْ
وَوَرَاءَ جِلْدِ الْمَعْبَدِ الْمَدْهُونِ بِالْحُرَّاسِ
كُهَّانٌ:
بِأَيْدِيهِمْ قُطُوفٌ مِنْ رِقَابِ الأَنْبِيَاءِ..
وَيَشْرَبُونَ كُئُوسَ أَيْتَامٍ مُحَلاةٍ بِوَلْوَلَةِ الثَّكَالَى..
يُشْبِعُونَ جُيُوبَهُمْ -مِنْ دَلْوِ يُوسُفَ- بِالَّذِي أَبْقَوْهُ مِنْ ثَمَنِ الصَّبِيْ
وَهُنَاكَ أَبْنَاءُ الْمَدَارِسِ يُطْعِمُونَ بَنَادِقَ الْعَهْدِ الْقَدِيمِةَ
مِنْ رَصَاصِ قُلُوبِهِمْ..
وَالصُّبْحَ: يَرْمُون الْمَآذِنَ بالنَّشِيد الْمَدْرَسِيْ
وَهنا قَنَابِلُ مِنْ عِيَالِ الْحَرْبِ..
جائعةٌ..
تَرَى الْبَلَدَ الْمُتَبَّلَ بِالْعُرُوبَةِ لُقْمَةً مَغْمُوسَةً
بِسَنَابِلِ الأَدْيَانِ، والْحُلْمِ الشَّهِيْ
وَالْوَقْتُ فَلاحٌ يُجَمِّعُ -فِي جوَالِقِ طُولِهِ- حَبَّ الدقائقِ..
ثُمَّ يَبْذُرُهَا عَلَى جِلْدِ الْبِلادِ..
فَتَمْلأُ الأَوْرَامُ سُنْبُلَةَ السِّنِينَ بِطَعْمِ إِذْلالٍ عَفِيْ
أَوَ لَيْسَتِ السَّنَوَاتُ تُسْقَى بِالدَّمِ الْعَرَبِيِّ طُولَ الْعَامِ..
وَالْمِحْرَاثُ وَعْدًا أَجْنَبِيْ؟!
وَمَرَاهَمُ الظُّلُمَاتِ آخِرُ مَا تَبَقَّى مِنْ دَوَاءٍ يا بنيْ
عِشْنَا نُمَرِّغُ أُغْنِيَاتِ النَّبْضِ فِيْ زَبَدِ الْفُتُوحَاتِ التِي
بَقِيَتْ عَلَى شَطِّ الْكِتَابِ الْمَدْرَسِيِّ…
وَنُطْعِمُ الشَّكْوَى بِقَمْحِ الأُمْنِيَاتْ
وَشَمَاتَةُ الصُّارُوخِ تَأْكُلُ مَا تَجُودُ بِهِ مَحَاصِيلُ الْعِيَالِ..
عَلَى جَرَادِ القَاذِفَاتْ
وَلِجَارِنَا حَقْلٌ مَرِيضٌ مِنْ صُدَاعِ الطَّائِرَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ..
عَاجِزٌ عَنْ أَنْ يُرَبِّيَ طِفْلَتَيْنِ مِنَ النَّبَاتْ
نَمْ يَا بُنَيَّ!!
فَلَنْ أُقَدِّمَ وَجْبَةً أُخْرَى إِلَى أمَلٍ بَدِينٍ مُتْخَمٍ بِحَضَارَةٍ مِنْ ذِكْرَيَاتْ
نَمْ فِي سَرِيرِ دَمِي جَنِينًا مِنْ أَنِينْ
فَالدَّارُ أَرْمَلَةٌ؛ تُعَصِّبُ رَأْسَهَا بِخِمَارِ وَحْشَتِهَا..
تعَزِّيهَا بَقَايَا الدُّورِ فِي تَعَبِ السنينْ
وَدَفَنْتُ َأمَّكَ..
لَمْ نَجِدْ مِنْهَا سِوَى كَفَّيْنِ شُبِّكَتَا عَلَى أَشْلاءِ أُخْتِكَ..
كَانَتِ الْكَفَّانِ لابِسَتَيْنِ قُفَّازَيْنِ مِنْ أَثَرِ الْعَجِينْ
وَلْمَسْتُ لَحْمًا مِنْكَ فِي كَفَنٍ مِنْ الأَوْرَاقِ..
يَا حَرْفِي الثَّلاثِينَ الَّذِي لَنْ تُتْقِنَ اللهَجَاتُ نُطْقَكَ..
مَرَّةً أُخْرَى عَلَى سَطْرٍ جَدِيدْ
مِنْ يَوْمِهَا وَأَنَا أُفَتِّشُ عَنْكَ فِي أَنْقَاضِ أَعْصَابِي..
وَيَنْتَصِبُ السُّرَادِقُ فِي الوَرِيدْ
ثَوْبِي سَوَادُ دَمِي..
وَتَشْرَبُ قَهْوَةُ الإِحْبَاطِ ظِلِّي فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءْ
وَالرُّوحُ حَافِيةٌ عَلَى رَمْلِ الْعَزَاءْ
وَأَنَا أُمَطِّرُ دَعْوَتِي دَمْعًا عَلَى خَدِّ السَّمَاءْ..
رِئَتَايَ أَطْوَلُ شَارِعَيْنِ يُضَيِّفَانِ الْبَرْدَ..
يَنْتَعِلُ الزَّفِيرُ لَظَاهُمَا..
وَيَسِيرُ بِي فِي فِكْرِيَ الْمَكْشُوفِ لِلأَحْزَانِ..
فِي سَفْحِ الْقَتَامَةِ..
سَاقِطًا بِي مِنْ أَعَالِي حَيْرَتِي
(فِي بِرْكَةٍ تَتَقَيَّأُ الأَمْوَاجَ مِنْ بَطْنِ الظَّلامِ..)
يُلَقِّنُ الْقِنْدِيلَ عَاصِفَةً مُشَبَّعَةً بِشَهْوَةِ الانْطِفَاءْ
مَا أَطْوَلَ الأَنْفَاسَ حِينَ تَسِيرُ فِيهَا..
حَامِلاً نَعْشًا لِطِفْلِكَ، نِصْفُهُ فِي النَّعْشِ بَاقْ
ذِكْرَاكَ تَابُوتٌ عَلَى أَكْتَاف قَلْبِي..
وَالقُرَى أَرْحَامُ مَقْبَرةٍ..
وَآخِرُ حَبْلِهَا السُّرِّيِّ مِشْنَقَةٌ مُضَفَّرَةٌ بأحْبَالِ الفِرَاقْ
مِنْهَا تَدَلَّى رَأْسُ تَارِيخٍ عَلَى صَدْرِ الْعِرَاقْ
نَمْ يَا جَنِينَ الغَيْبِ..
يَا بَدَنَ القَصِيدَةِ
يَا سَلِيلَ حِكَايَةٍ لَمْ تُحْكَ ثَانِيَ مَرَّةٍ لِلآنَ.. (يَرْحَمُك السُّبَاتْ)
مَوْتُ الأَجِنَّةِ مَرَّةٌ..
أَمَّا الْحَيَاةُ وَأَنْتَ مُتَّهَمٌ بِأَحْلامِ الْعُرُوبَةِ
فَهْيَ تَكَرَارُ الْمَمَاتْ
*****
نَمْ، يَا صَغِيرِي…
كَيْ أَقُصَّ عَلَيْكَ أَكْبَرَ (غَزَّةٍ) فِي قَلْبِ ذَاكِرَتِي..
فبَعْضُ حِكَايَةِ الأَوْجَاعِ شَافِي!
……………………
أو فاصْحُ يَابْنِي
إنَّ شِعْرًا فِي دَمِي مَا زَالَ يُخْبِرُنِي بِأَنَّ أَمِيرَةً عَرَبِيَّةً فِي ثَوْبِ غَزَّةَ..
سَوْفَ تَأْتِينَا عَلَى فَرَسِ الْغَدِ البَيْضَاءِ..
جَوْهَرُ وَجْهِهَا بالْحُبِّ صَافِي
أحلى عَرُوسٍ تَرْتَدِي الْكَلِمَاتِ..
مَنْقُوشٍ عَلَى أَرْدَانِهَا مَوْجٌ حَنُونٌ مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ، ليس بِدَمْعِ أطْفَالٍ ضِعَافِ
وأَرَاهُ طُرِّزَ بِالضُّحَى..
وَالنَّاسُ -فَوْقَ رَصِيفِ دَهْشَتِهَا مِنَ الْحُسْنِ الْمُدَاوِي- فِي اصْطِفَافِ
وَالسَّطْرُ عِقْدٌ حَوْلَ رَبْوَةِ صَدَرِهَا
لَجَأَتْ إِلَى أَضْوَاءِ زُرْقَتِهِ فَرَاشَاتُ الْقَوَافِي
كم تَهْتَدِي بِبَرِيقِ عَيْنَيْهَا مَرَاكِبُ مَجْدِهَا
وَتَنَامُ فِي يَدِهَا الْعَوَاصِفُ فِي وَدَاعَةٍ وَرْدَةٍ -فِي الصُّبْحِ- يُوقِظُهَا النَّدَى وَالشَّمْسُ
لا صُارُوخ مُحْتَلٍ إِضَافِي
..
وَعَلَى أَصَابِعِهَا شَوَاطِئُ مَدَّدَتْ كَفَّيْنِ مِنْ رَمْلِ انتصاراتٍ
لِتَنْتَشِلا الأمانِيَّ الْخَوَافِي
مِنْ عُيُونٍ أَخْبَرَتْهُنَّ الْعَرُوسُ بِبَسْمَةٍ أَنْ: لَا تَخَافِي
وَلَهَا مِنَ الأَحْلامِ شَالٌ..
فِي يَدِيْهَا عَاشَ قُفَّازَانِ مِنْ مَطَرٍ..
هِلالُ الْقَلْبِ يَسْبَحُ فِي أَسَاوِرِهَا
وَصَوْتُ مُؤَذِّنِينَ
-عَلَى ضِفَافِ الْقُرْبِ-
ضَافِي
وَتظلُّ نَظْرَتُهَا سَمَاواتٍ تُوَضِّئُ نَظْرَةَ الْعُشَّاقِ بِالْمِعْرَاجِ..
وَابْنُكَ نَجْمَةٌ خَضْرَاءُ فِي رَحِمِ الْقَصِيدَةِ
كُلَّ مرَّةْ
لِتَقُولَ: جِئْتُ لِكَيْ أُبَشِّرَكُمْ بِأَنَّ (الْقُدْسَ) حُرَّةْ
وَبِكُلِّ عِزَّةْ
مِنْ بَعْدِ (غَزَّةْ)