أحمد حسن يكتب.. يا نيل
ولو أنني من مائك الحلو… إنما
أراك بعينٍ ملَّح الصبرُ ماءها
.
فيا نيل، كم كلفت قلبي بقرية
فنبَّتَ نبضي أرضها وسماءها
.
ولما فتحتُ الجسر حتى تزورها
وتهدي فدادين الجدود ارتواءها
.
مررت كأنا لم نكن دمَ واحدٍ
قديمٍ بأرضٍ أودعَتْ بي دماءها
.
وقيلَ: تنحَّ الآن عن ضفة المُنَى
ورا أَلِفِ الذكرى التي… مُدّ ياءها
.
حضارة ناسٍ غيرك الآن، شادها
مقاولُ تاريخٍ سيعْلي بناءها
.
وإن شئت، أجِّرْ حقل جدِّكِ لابنهِ
لملعبِ جُولْفٍ سوف يغري نساءها
.
فأخفيتُ بنتي في قميص ارتعاشتي
من الغدِ كي لا يلمس الحَرُّ باءها
.
وظلْتُ أقصُّ الحِضْنَ في كل ليلةٍ
لها، عاصرًا -في كوب دمعي- انتماءها
..
ولم أنس أني ماؤك الحلوُ، والفتى الذي علم الأرض المطيعة (لا)ءها
.
أقاوم جدبي منذ وسوست حالفا
بأنك ناسٍ في دوائيَ داءها
.
ندهتك حتى تروي العين نظرة
تخضٌر ما كلفت قلبي نماءها
.
مررتَ كأني لم أناد.. رويتُها
بكاءً -بلا قصدٍ من الملح- ساءها
..
أحمد حسن (قصيدة ارتجالية من شرفة منزل صديق مطل على النيل، أكملتها بالمترو)