إبداعات أدبية

أريام محمد النمري تكتب .. أيها الليل

    أيها الليل 

إليكَ، أيُّها الليلُ الجميلُ…

أرسلُ حروفي بهدف فصحك،

لأمتدحَ جمالَ محياكَ ودلالَكَ،

ولكنَّ الكلماتَ تعجزُ،

قوتُها وقدراتُها تفتقرُ…

لنبراتِ العاشِقِ المغرمِ،

وتعانقُ عباراتُها الكائنَ النطَق…

لتعلنَ عن سرِّ حبِّي الخفيّ إليكَ،

وأحزاني لنسيمِكَ وراحةِ يديكَ.

 

 

ليلُي الحبيبُ…

 

تعانَقَ قولُ الضعفاءِ بأفواههم،

ومن مصدر المساكينِ والمشردينِ ليسَ أقلَّ حالاً،

لأنَّكَ أنتَ الوحيدُ الذي يفهمُهم بلا كلامٍ،

بلا صراخٍ وعويلٍ وسردِ آلامٍ،

تكتنزُ في أعماقهم سعادةَ الأحلامِ.

 

 

يحتضنونَ ظلامَكَ المرَتَبِ بالهدوءِ والسكينةِ،

يطغى عليهم وهم يلتحفونَ أنسامَكَ،

يستمتعونَ بأنغامِكَ الحلوّةِ،

وهُم يتأملونَ أحلامَهم في تلكَ الأيامِ المنعكِسةِ،

 

 

أمَّا أنَا…

 

فما الذي يمكنني أن أقولَ؟!

وما العباراتُ اللامعةُ لكتابةِ ثناءِ رداءِكَ الأسودِ الجميلِ؟!

أو لتصويرِ إشراقَ نجومِكَ الساطعةِ؟!

دررٌ متناثرةٌ،

شهبٌ مُنثَّاةٌ،

تألقُها فاقَ الجمالَ،

وروعَتُها يعانِقُها الكمالُ،

في قلْبِكَ، ذاكَ البدرُ الجميلُ،

إليهِ القلوبُ تميلُ…

 

 

يأخُذُنا خيالُنا الواسِعُ،

وينبَهرُ كُلٌّ منَّا ببريقِهِ الساطِعِ،

تجدُ العاشقينَ يتغزَّلونَ فيهِ،

بانعكاسِ صوتِ محبوبته،

في جمالِها ورقتِها،

حتَّى تُلقبَ دمُوعُه بالفراقِ.

 

 

ليلُي الحبيبُ…

 

أحبَبْتُكَ كحبِّ ذاكَ المُنهَكِ،

الذي طالَ انتظارُهُ لكَ،

ثَقِلتْ عليهِ خطىً،

ليتنفَّسَ فيك،

وإلى ذاكَ الفقيرِ،

الذي يتأمَّلُ أولادَهُ النيَّامَة،

وطلبوا منكَ الرَّاحَةَ والانتعاشَ،

واظلَّ ظلامُكَ يغيمُهُم،

وتكنتَ لهُم مأوىً لا انقطاعَ…

 

 

ليلُي…

 

أجِدُ فيكَ راحتي،

ومَنبعَ سعادتي،

وهُدوئِي وروحَ سَكِينَتي،

في سَبَاتِكَ والناسُ نيَامٌ،

وهُدوءُ الأرواحِ يعصُ مَعابرَ الأحلامِ،

تتفتَّحُ مسَامَاتُكَ وتهبُ نسيمُ هواكَ،

لتنعشَ روحي،

وتسمعني حَاجَاتِ الصَامِتْ،

فتُرَيِّحُ قلبي،

وتفتَحُ للخيرِ عقلَيْ،

وتنعُشُ نَبْضِي،

وتُؤانسُ .

 

     بقلم الكاتبة : 

  أريام محمد النمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى