أزمة سد النهضة : صراع في النيل المصري وأدوار مثيرة للجدل من جانب “الخليجي” …
شاهد بالصور الموثقة ...
مصر القاهرة – تقرير دولي – عرض وتقديم : عمرو عبدالرحمن
انفردت مجلة “نيوزويك” الأميركية العريقة في عالم الصحافة العالمية، بأنباء نشرتها أثناء مفاوضات سد النهضة بين مصر وأثيوبيا قبل اشتعال الأزمة الحالية، وبعد اكتمال بناء قواعد السد أثناء أحداث 2011.
.
الأنباء الموثقة بالصور، كشفت عن دور إماراتي في مفاوضات السد، يتمثل في قيام محمد دحلان المسئول الأمني بمنظمة فتح الفلسطينية – الذي تم إبعاده عن السلطة بقرار الرئيس محمود عباس أبومازن – فتلقفه “محمد بن زايد” ويعينه مستشارا له.
.
- نقطة من خارج التقرير:
.
المعروف أن الإمارات من أكبر ممولي سد النهضة الأثيوبي في إطار سعيها لتثبيت مصالحها في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، عبر سلسلة مشروعات استثمارية جبارة في المنطقة، بما فيها دويلة أرض الصومال المنزوعة من دولة الصومال، منذ الاستعمار البريطاني، والتي لا يعترف بها عالميا سوي : أثيوبيا، ولا تستثمر فيها غير الإمارات!
.
إلي جانب تقارير عسكرية موثقة، أفريقية ودولية، عن دعم الإمارات لأثيوبيا بالسلاح، وبنفس الدعم لميليشيا الدعم السريع، الذي فجرت الانقلاب العسكري ضد السلطة السودانية الشرعية، واستولت علي أكثر من نصف أراضي السودان وأصبحت علي وشك إقامة دويلة إرهابية علي الحدود الجنوبية المصرية.
.
- وساطة مثيرة للجدل!
.
وعودة إلي التقرير الذي كشف دور محمد دحلان – الفلسطيني المنفي والزعيم السابق لفتح في غزة – كوسيط برعاية إماراتية! في التوقيع على اتفاق سد النهضة المثير للجدل بين مصر وإثيوبيا والسودان، حسبما كشفت مجلة نيوزويك حصريا.
واجتمع زعماء الدول الأفريقية الثلاث في العاصمة السودانية الخرطوم للتوقيع على اتفاق يؤكد المبادئ التي سيتم بناء سد النهضة الإثيوبي عليها بعد أن أثارت القاهرة مخاوف من أن المشروع سيضر بإمداداتهم الحيوية من مياه النيل.
والتقي دحلان وقتها بكبار المسئولين الأثيوبيين الذين استقبلوه بضيافة حميمة، في أديس أبابا ومنهم الرئيس آبي أحمد ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين.
حتي تم الاتفاق بعد عام من المفاوضات والاجتماعات ما بين أبو ظبي !! وأديس أبابا والقاهرة.
.
- دحلان – لماذا؟
.
تحدث لمجلة نيوزويك ؛ مصدر مقرب من دحلان، شريطة عدم الكشف عن هويته: “لقد تمت دعوتنا من قبل رئيس وزراء إثيوبيا، وكنا حريصين على المساعدة”.
.
وفي تصريح آخر من جانب مسؤول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن دحلان “يحاول ممارسة السياسة الفلسطينية” لكنه يدعي أنه كان يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة وليس كشخصية فلسطينية عند التوسط في صفقة السد.
.
ذكر المسؤول: “يظهر الرجل أوراق اعتماده لكثير من الناس”. “يمكن لهذا الرجل أن يرتدي قبعات مختلفة. وعندما يلتقي بمسؤول من دولة مختلفة، فإنه ليس بالضرورة كفلسطيني. ويمكنه أيضًا ارتداء القبعة كمبعوث إلى الإمارات العربية المتحدة”.
.
كما ترددت شائعات عن قيام دحلان بدبلوماسية مكوكية انطلاقا من الإمارات مع القوى الإقليمية، بما في ذلك لقائه بمسؤولين إسرائيليين في باريس.
.
يقول (جرانت روملي Grant Rumley)، الباحث في السياسة الفلسطينية والأردنية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) :-
- “بالنسبة لدحلان، فإن الفوائد وفيرة. وهذا أمر خارج عن المألوف تمامًا في السياسة الفلسطينية”. “عادة، تتوسط أطراف دولية إما في الخلافات الفلسطينية الداخلية أو في الخلافات الفلسطينية الإسرائيلية.. لكن نادرا ما يتوسط السياسيون الفلسطينيون في الاتفاقات بين الدول الأخرى”.
.
يري محللون أن جهود الوساطة السرية هذه تظهر أن الرجل الفلسطيني القوي، الذي لا زال ممنوعا من دخول الضفة الغربية من قبل عباس، يرفع مكانته كشخصية دولية ويبني سجل اتصالات من الأصدقاء المؤثرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعين ثاقبة. في نهاية المطاف ليحل محل الزعيم الفلسطيني.
.
وعملت الشخصية الفلسطينية المنبوذة كرئيس أمني لحركة فتح في غزة حتى عام 2007 عندما حققت حماس فوزا انتخابيا مفاجئا للسيطرة على القطاع. وكشفت مجلة “فانيتي فير” بعد عام أن دحلان تعاون مع واشنطن للقيام بانقلاب ضد حكومة حماس، وهو الانقلاب الذي تم استباقه ومنعه من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة، مما أجبر دحلان على التوجه إلى الضفة الغربية.
.
ثم اشتعل الصراع بينه وبين عباس “أبومازن” وسط اتهامات متبادلة بفضائح الفساد، انتهي بإبعاده عن السلطة ليحتضنه “أبن زايد” الإمارات ليصبح مستشاره الشخصي!
.
حفظ الله مصر والعرب وشعوب نهر النيل