أسامة الناجح يكتب.. كيمياء الغياب
كيمياء الغياب.
مبرمج انا للغياب
كنت منغمرا في معامل التاريخ والتناسخ.
باحثاً عن عالم يليق
مهووس أنا بالتلاشي .
أنقب في أسرار الزمن
كيف يتقن آلية المحو
مع الزمن كل شيء يزول…
الزمن إله التلاشي.
مجذوب للغياب أنا ومعتقد. .
أرتدي جبة التصوف
وأتسلق أبراج السماء..
أعتكف خلف الخيال….. أتعبد لِلاّعوْد
أقترح أن أكون قربانا لا يذكر ولا يوصف…
فقط أختفي..
فلن تتضرر السجلات المدنية من اختفاء اسمي..
سبع سنوات من العزلة ولم أنجح في إيجاد طريقة لإلغائي
آآه طريقة واحدة لا تكفي لمحوي ..
مهووس أنا بالغياب والزوال.
أفتش في كل القراطيس المورثة عن علماء الفيزياء والفلك.
يشغلني التفكير في طرق الزوال
كأن أمحوني من ذاكرة الكون.
كيف أندثر كي ينكر العالم وجودي?
ماذا إن اختفيت?
واستخدمت اجزائي في
مصادر للطاقة المستدامة
فلن يعلن الكون الحداد إن تم تدويري إلى قرنفلة أو كيس ورقي.
مولع أنا بالغياب والإختفاء.
كيف أكون لا شيء
مقتنع أنا بأن وجودي هنا خطأ شائع.
لم أجد وسيلة فيزيائية
تنسفني من ذاكرة العائلة والأصدقاء.
فاشل أنا في التلاشي.
حتى الثقوب السوداء والقلوب لم تبتلعني!
حاولت بطرق أكبر
كان أسقط في الزمكان ..أصير عدما من نوع آخر.
لكن اسمي يتناسل من جديد.
الكيمياء وحدها نجحت في الحد من التناسل.
مؤمن أنا بالغياب والإندثار.
أعتكف باحثا عن معادلة كيميائية تلغيني من هذا الوجود..
كأن أذوب في محبرة الكون ….
أتوزع على المطبوعات
ما أكثر الكتابة في عصرنا?
وعلى الرغم عن قلة من يقرؤوني
وأغلب أجزائي ستكون أغلفة للسندوتشات
او لإزالة الغبار وبعض النطف عن الأجساد.
إلا أنه تلاش بطيء ولا يعد غيابا
مهووس أنا بالغياب و الإلغاء.
إن الصوفية والفيزياء والكيمياء فشلة في الإلغاء
ألهذا اخترت أن أكون مبرمجا?
الأمر بسيط صفر… واحد
أكون … لا أكون.
انغمرت في برمجة التكوين
أمارس أكوادا يومية لإلغائي
كأن أتحد مع العدم
فلن يؤثر انعدامي في حجم الكون
ولن تشعر الأمم المتحدة بالقلق لفقداني
أو تتضرر الميزانية العامة من إلغاء رقمي الوطني وأكتشف فجأة أني لست رقما
مولع أنا بالغياب والزوال..
ولا زلت أمارس أيامي بكل جنون لأندثر من المجرة أسير في الطرقات باحثا عن متجه للزوال
فوجودي ليس ضرورة لتوازن هذا الكوكب.
أنا مولع بالغياب.. مهووس بالتلاشي..