أسامة الناجح يكتب..مساءٌ كسير
كنتُ عند أحزاني .. أفترشُ ذاكرتيَ المُشقـقـة
وكان الرعدُ في سمائي يَـنهار
ونسيمٌ يوقظ حطبَ الروح
رمادُ امرأةٍ يـئِـن على شفتي ..!
*****
كانت نبرات الزهو مهمومة
غادرتني طيورُ سكوني فجأة
والمساء يهطلُ قطرةً
ق
ط
ر
ة
*********
كان مساءً كسيرا..!
يحفرُ في الروح ممراً صدئاً
تُدثره الريح بغبار الكآبة
يأكلُ حزني الشهي..؟
كان صيفًا يحرق أشجار اطمئناني
وكنت أغرق في نشيد مبهم
أبكي لِـوُردٍ يجف ..
أَنهرٌ ما جئت أرثيه
أم شظايا وطن ؟
****
مساؤكِ وهمٌ أَم شظايا ؟
ما الذي يبتهل الآن ؟
امرأة متبلة بإحساس مصفى!
ووجه أُطرَ بالندى ..!
حيث جربت أن أرتدي لهفة لم أذق نديمها بعد
وثوب الوحشة يَملؤني …
****
تزاحمتِ الأسئلة
وكنتُ في مفترق وعر ..!
أنت من أطلق هذين الغرابين في عيني
تلك أغنية ذابلة كان قلبي يرددها ..!
ذاك دخان قديم يغزوني به مساؤك
مازال صداه منتشراً في دمائي …
راياته غيمة من هوى
تمتزج فيه الحقيقة بالوهم بالوطن، ويبرق من حيث الروح
****
مساءٌ كَسير
يصعدُ من جمرة الروح إلى أقاصي الجسد ..
إلى حدود الوطن
.. إلى ماهية الكون!
مساءٌ تنفجر فيه ينابيع الوحشة
نجمةٌ تلو أخرى
تـَـــــــتــــهـــــاوى
تتدافع ما بين أوردتي
ذكريات متربة،
وطرق مكتئبة
تغتصُّ بها أقداحُ مسائك …
****
مساءٌ كسير
يتكسّر في الروح شرساً من أطلال وطن
..من رماد امرأة
تجتاحني دموع الناي
وأنا أُصغي…
أُصغي ….
ويظل النهار منسيا على شرفات مدنيَ الغريقة
****
مساءٌ كسير
يتّـشح بالرعد
يغطي الأيام بخشب الوهم
ويثرثر باسم رماد امرأة
بعد ما أنقذت ضميري من دمعها ..؟!
****
مساءٌ كسير
يُربكُ ماءَ الرّوح
ووطنٌ يفوح بالدمع
****
مساءٌ لا أُسرِف في عناده
أُحمِّله ما فيَّ من حنين،
وسُخط ولا أَتبعه.
أهذا الوطن مساء..
أهذا الوطنُ رماد ..
أهذا المساء شعوب باكية.؟ أم رماد امرأة!
سيدتي…!!؟
مساؤك الكسير
تيارٌ غامض يندلع في ليلِ اللحظة
وامرأةٌ في دمي تغيم وتصحو!!؟
ووطن ينشف!