خسر الملياردير الهندي جوتام أداني، لقب أغني رجل في آسيا، بسبب تفاقهم أزمته المالية جراء خسارته 100 مليار دولار، خلال ستة أيام فقط، في أعقاب اتهامات وجهت إلى المجموعة التابعة للملياردير الهندي بالتورط في عمليات احتيال في المحاسبة نشرتها شركة “هندنبرغ ريسرتش” الأمريكية في 24 يناير الماضي.
أداني ثالث أغني رجل في العالم
وكان أداني، حتى الأسبوع الماضي، ثالث أغنى رجل في العالم، ليتراجع بحلول الخميس إلى المرتبة الـ16 على قائمة “فوربس” للأثرياء التي تحدّث التصنيف بشكل آني.
وهبطت قيمة الشركة الرئيسية “أداني انتربرايزس” بأكثر من 25 %، اليوم الخميس، في نسبة تضاف إلى تراجع الأربعاء بلغ 30 % تقريبا، وشدد أداني في بيان على أن “أسس شركته قوية جدا وكشف ميزانيتها صحي وأصولها قوية”.
كما تم تعليق التداول في أسهم وحدات أخرى تابعة لأداني مدرجة في البورصة بعدما تراجعت بنسبة 10%، بما في ذلك “أداني توتال غاز” التي تملك “توتال إنرجي” الفرنسية حصة فيها تبلغ نسبتها 37,4 %.
وأدى الذعر الذي أثاره تدهور المجموعة إلى توقف مصارف كبرى بينها “كريدي سويس” و”سيتيغروب” عن قبول سندات أداني كضمان للقروض المقدّمة للعملاء.
وأثار ذلك المخاوف حيال الكيفية التي سيكون بإمكان أداني من خلالها جمع تمويل جديد، بينما يتم تداول سندات الدولار الصادرة عن أداني بمستويات مثيرة للقلق في ظل مؤشرات متزايدة بإمكان انتقال العدوى في الأسواق الهندية، بحسب “بلومبرج”.
انهيار أغنى رجل في آسيا
وتأتي الضربة الأخيرة بعدما ألغت أداني، في وقت متأخر الأربعاء، عملية بيع أسهم بقيمة 2,5 مليار دولار كان من المفترض أن تساعد على خفض مستويات الديون التي تشكّل مصدر قلق وإعادة الثقة وتوسيع قاعدة أصحاب الأسهم لديها.
وفشل الأمر في جذب المستثمرين الأصغر، ولم تُبَع إلا بفضل مشترين من مؤسسات كبرى، وأهم أثرياء الهند.
وأفاد مجلس إدارة “أداني انتربرايزس”، في بيان، أن المضي قدما في الأمر “لن يكون صحيحا من الناحية الأخلاقية”، وأنها سترد كل الدفعات التي تمّت.
وقال أداني نفسه في بيان “أسس شركتنا قوية جدا وكشف ميزانيتنا صحي وأصولنا قوية.. فور استقرار السوق، سنراجع إستراتيجية سوق رأس المال التابعة لنا.. سجل المجموعة في تسديد ديونها لا غبار عليه”، وفقا لما أردته وكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب”.
وتوسعت بسرعة بالغة عمليات أداني المعروف بابتعاده عن الأضواء والذي لم يكمل تعليمه في المدرسة، بينما ارتفعت أسهم “أداني انتربرايزس” بأكثر من 1000% في السنوات الخمس الأخيرة.
وبحسب “هندنبرغ ريسرتش”، فإن أداني زاد أسعار أسهم وحداته بشكل زائف من خلال ضخ أموال عبر ملاذات ضريبية ما وراء البحار.
وقالت، إن “هذا التلاعب الصارخ بالأسهم وخطة الاحتيال في الحسابات يعدّان أكبر عملية غش في تاريخ الشركات”.
بدورها، اعتبرت مجموعة أداني أنها كانت ضحية هجوم “شرير” على سمعتها وأصدرت بيانا في 413 صفحة، الأحد، قالت إنه يثبت بأن اتهامات “هندنبرغ” “ليست إلا كذبة”.
وردت “هندنبرج” التي تجمع المال عبر الرهان على هبوط الأسهم بأن أداني لم تجب على معظم الأسئلة المطروحة في تقريرها.
ويشير البعض إلى أن علاقة أداني القوية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ساعدت في دعم أعماله التجارية وتجنيبه الرقابة.