أمجد المصري يكتب.. فيها حاجة حلوة
ينشر موقع هارموني نيوز مقالا جديدا لـ أمجد المصري بعنوان فيها حاجة حلوة، وإلى نص المقال:
ومازال شباب مصر المُلهم يُصر أن يمنحنا كل يوم أمل جديد رغم قسوة الحياه . مازال الخير فينا مهما ضاقت السبل ففى هذا الوطن سرٌ دفين لا يدركه إلا العاشقون . فيها حاجه حلوه و عظيمه يا مصر .
عزيزى القارىء : إن كنتَ من سكان الأسكندرية فأنت مدعو لأن تُشاهد بنفسك شىيًا مُبهجًا وتحصل على جرعه عاليه من الطاقه الإيجابيه التى لا توصف . شباب مصري جميل من كل الأعمار والمستويات التعليميه يجلس طوال اليوم والإبتسامة لا تفارق وجوههم وهم يجهزون وجبات إفطار للغير فى تجمع شبابي بديع لا يتبع أى جهه أو مؤسسه . ولكن يجمعهم فقط حب الخير والعطاء ونشر السعاده والإبتسامة على وجوه البسطاء لذلك اطلقوا على تجمعهم هذا إسم ” مائدة فرحه ”
فى منطقة رشدى بعروس البحر ذهبت لهم وشاهدت هؤلاء العظماء وهم يقهرون اليأس ويتحدون الواقع . أكثر من ٦٠٠ شاب وفتاه يجهزون يوميًا قرابة ال (٣٠٠٠) وجبه طوال شهر رمضان ليطعموا الفقير والمحتاج مستهدفين أن يصلوا فى نهاية الشهر الى تقديم (٢٥٠ الف وجبه) بين وجبات تقَدم علي مائدتهم أو وجبات يتم توزيعها علي البسطاء في أماكنهم .
للعام التاسع على التوالى تستمر مسيرتهم المُبهره فى صمت وهدوء وبسمه لا تغيب عن الوجوه . لا يبغون شهره أو مدح من أحد ولا يسعَون لأن يصبحوا (تريند) ولكنهم فقط عرفوا حقيقة الوجود وسر الحياه . إنه العطاء والبذل دون إنتظار أي مُقابل ليظل الخير موصول بين أبناء شعب عريق مترابط إلي يوم الدين مهما ضاقت الأيام وتبدلت الأحوال .
فكره نبيله بدات بعدد صغير من الأصدقاء بإحدى جلساتهم وهي أن يقدموا بعض الوجبات للمحتاجين في شهر رمضان لتتسع الدائره بعد ذلك مع الوقت ويكبر الحلم ويتضاعف عدد المتطوعين ويتوسع نطاق الخير ليتخطى منطقة الإطعام وتقديم الوجبات إلي تنفيذ مشروعات وبرامج متكامله فى بعض القرى الفقيره من حصيلة التبرعات التي يجمعوها من المتطوعين وذويهم وأصدقائهم . لا وصايه عليهم من أحد سوى حب الخير وذلك الشعور الذى أثق أنهم يشعرون به فى نهاية كل يوم عمل شاق . ما أعظم أن تمنح محتاجًا طعامًا او كساءًا أو تساعده ليعيش كريمًا. ما أعظم أن تمنح البائس أمل
فيها حاجه حلوه مازال علي هذه الأرض الطيبه من يعمل بكد ليمنح الآخرين فرحه وإبتسامه دون مقابل . هؤلاء وأمثالهم هم من ينبغي أن نتحدث عنهم ليكونوا قدوه لغيرهم ويعم الخير والتكافل والتراحم بين الناس .. (٩ سنوات) من العطاء ومازالت (مائدة فرحه) بشبابها مصدر للطاقه الإيجابية والثقة فى مستقبل هذا الوطن بأمثال هذا الشباب الواعد مهما قالوا عنهم أو زايدوا على أبناء هذا الجيل . إنهم جيل مُبدع حين يجدون المسار الصحيح ليبدعوا . و الحلم مهما كبر عمره ما كان بعيد ..
شكرا لكل من يساهم فى هذا العمل الكبير المتواصل طوال العام دون مقابل وبلا قائد معلوم فالكل قائد والكل يعمل فى صمت . فقط عليك أن تضع إبتسامه مبهجه على وجهك ثم تنطلق فى براح العطاء لتُسعد الآخرين وتسعد انت بذاتك لتظل المقولة التي تعلمناها قديمًا صحيحه بأن ( اسعَد الناس هو من أسعَد الناس) عاش شباب مصر الطيب . عاشت مصر بهيه أبيه رغم كل الصعاب …. فيها حاجه حلوه .