أمجد المصري يكتب.. إسكندرية تاني (1)
ينشر موقع هارموني نيوز، مقالا جديدا لـ أمجد المصري، بعنوان إسكندرية تاني وإلى نص المقال:
بين مد وجزر، بين النوارس والأصداف، يا مدينه تبدأ فينا وتنتهي، يا مدينة الحلم التى لم تبنى بالحجارة، بل بنيت بالأفكار والسحر والأساطير، يا مدينة الفن والنور والفكر والجمال، هل من جديد؟ إسكندرية تاني.!!
في عشق مدينتي الساحرة أكتب، بين اليأس والرجاء. فما زالت عروس البحر تعاني من تقلبات الزمان شأنها شأن كل شىء ذو قيمه وأثر في أيامنا الأخيرة تلك التى غلبت فيها عوامل المادية على كل عوامل الأصالة وكادت رائحة التاريخ أن تندثر تحت ضربات الحداثة والعشوائية إلا ما فيما ندر، ولكننا على درب العشق مازلنا ننتظر أن تعود عروسنا إلي سابق مجدها وتمام رونقها قريبا.
في بارقة أمل، وبداية قد تكون حقا بداية طيبة للعودة المنشودة، بدأ عشاق الفن والفكر والثقافة في جنبات الإسكندرية يتابعون تلك الحالة الرائجة من النشاط داخل واحد من أهم منابر الفكر والثقافة بالمدينة، بين جدران مركز الحرية للإبداع الذى يعتبر من أول المراكز الثقافية التي أنشأت في مصر كلها، والذى تأسس عام 1888 عادت الحياة مرة أخرى بشكل لا يمكن للعين أن تنكره، ثراء فكرى وفني متواصل بشكل يومي منذ صدور قرار الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة بندب الدكتورة إيناس موسي دياب، أستاذ الموسيقى العربية ووكيل كلية التربية النوعية السابق للعمل رئيسا لمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية قبل شهور قليلة، حالة من الزخم التنويري الرائع تسري في أوصال المبني العتيق، فلا يمر يوم دون إبداع جديد في شتي مجالات الثقافة والفن والفكر وورش تعليم النشء والشباب لمهارات ودروب الإبداع المختلفة.
بعد طول ركود عادت الحياه، فتحاورنا بداخل المركز منذ أيام مع الروائي والسيناريست الشهير عبد الرحيم كمال صاحب الأعمال المميزة مثل (جزيرة غمام وونوس وشيخ العرب همام وغيرها)، ثم شاهدنا بعدها بيومين احتفالية رائعة في ذكرى اليوم العالمي للمتاحف، وعاد الطرب الشرقي الأصيل يدوى في سماء عروس البحر بصوت الفنان المبدع ياسر الشرقاوى أحد المجيدين في مدينتنا الغنية بالمواهب.
كثير من العمل والنشاط يحدث هناك بأقل الإمكانيات ورغم افتقار المكان لكثير من عوامل النجاح المادية التي تحتاج إلي دعم العاشقين للفن والنور داخل مدينتنا الجميلة، ولكنها إرادة التغيير وحب العطاء قد حولت هذا المكان خلال فترة قصيرة إلى شعله تنويريه مضيئة تجعلنا بكل إخلاص وسعادة نقدم الشكر لجميع العاملين بهذا الصرح الثقافي العظيم وفي مقدمتهم سيدة الإبداع الدكتورة إيناس دياب، ولنرى مثل تلك الطفرة تعم وتتكرر في كل قلاعنا الثقافية المنتشرة فى ربوع عروس البحر الأبيض المتوسط التي تستحق الأفضل دائما.. وما زال لنا مع الإسكندرية أحاديث أخرى.