أمجد المصري يكتب..طيب فاكر “كورونا” ؟
ليس هروبًا من الواقع ، ولا تبريرًا لأحد ، ولكنها محاوله للتمسك بالأمل ، وبث روح الإطمئنان فى نفوس الناس ، وهو هدفٌ لو تعلمون عظيم فى أجواء يغلب عليها القلق والتوتر ، وحالة من السقوط النفسي لدى البعض .
نعم لدينا أزمه إقتصادية وظروف معيشيه صعبه لأسباب خارجية وداخلية ، نعم لدينا تخفيف لأحمال الكهرباء لم نعتد عليه منذ سنوات ، نعم هناك من لا يُبصر نورًا فى نهاية النفق ، ولكن : هل هى نهاية الحياة ؟
لماذا لا نعود للخلف قليلاً حين إستيقظنا يومًا فى بدايات عام ٢٠٢٠ على خبر غير سار يُفيد بأن فيروس كورونا قد دخل بلادنا وتم تسجيل أول حالاته المؤكدة ، لماذا ننسي سريعًا كيف كانت أحوالنا حينها ، وكيف كان الناس يعيشون فى رعب ، وكيف توقفت الحياه بشكل كامل ، وعشنا فى أجواء حظر التجول وتحديد الحركة ، كان الرجل يخاف حينها أن يسلم علي ولده أو أباه أو أمه ، توقفت المصالح وإنهار سوق العمل ، وتعطلت الدراسه وسقط بعض من نعرفهم بين مريض ومتوفى بيننا ، وسط توقعات بأنها نهاية الحياه على هذا الكوكب الحزين ، وأن هذا الفيروس اللعين سيحصد أرواح البشر ويستمر إلى ما لا نهاية .
كيف نسينا سريعًا تلك الأجواء، وكيف نسينا أنها قد إنتهت دون مقدمات أو سبب معلوم حين كنا على حافة السقوط ، ولكن الله نجانا ، سقط الكثيرون من حولنا ولكن فى النهايه نجونا ، وما زلنا علي قيد الحياه ، نمارس حياتنا بكل جوانبها بشكل طبيعي ، لماذا لا نتذكر مشهد إغلاق بيوت الله خوفًا من إنتشار المرض ، ثم ننسى كيف كانت فرحتنا حين صلينا لإول مرة فى المساجد والكنائس بعد كوورنا ، ليس الأمر مستحيلًا ابداً فهناك من يدبر ويقرر ويمنح ويمنع ، فلماذا نقسو علي أنفسنا ؟
لا اريد أن نتواكل ، ولكن أن نتوكل على الله ، ونتمتع بكثير من الصبر والحكمه فى التعامل مع الأزمات ، التى مهما كانت قسوتها فإنها لن تكون ابدًا فى قسوة عامين عشناهم تحت تهديد هذا الفيروس اللعين الذى كان ينتشر بسرعة الموت بيننا ونجونا منه ، لا وجه للمقارنة بين حالتنا يومها ونحن نرتدى الأقنعه ونبتعد عن أقرب الناس لنا خوفًا ، وبين إنقطاع الكهرباء مثلًا لمدة ساعه بوميًا . لا يمكن أن نسقط الآن فريسه لليأس والخوف وكأننا بلا إيمان ، وكأننا قد نسينا أن فوق السماء والأرض ربٌ عظيم قادر على تغيير الحال إلى أفضل حال .
ليست دعوه لدفن الرؤوس فى الرمال هربًا من مواجهة الحقيقه ، ولكنها تذكره بما عِشناه قبل عامين ، ومدى قسوته ، وما نعيشه الآن ، ليرضى الناس وينتظروا الفرج من ربٍ رحيم . اللهُم أرفع عن بلادنا الطيبه البلاء والوباء ، وأرزقنا السكينة حتى نعبر جميعًا إلى بر الأمان ، حفظ الله مصر وأهلها من المحَن والفتن . حفظ الله الوطن الغالي .