أمجد المصري يكتب.. على بركة الله
وانطلق ماراثون الثانوية العامة لهذا العام الدراسي بين آمال وطموحات الطلاب ، وبعد معاناه ومشقه تحملتها كل الأسر المصرية ، من أجل الوصول الي تلك المحطه التي كانت وما زالت فاصله في مستقبل الأبناء ، وتحديد وجهتهم الجامعية التى سيتوجهون إليها ، ولكن يبقي السؤال : هل تغير مفهوم الثانوية العامة قليلًا مع زيادة الوعي والإنفتاح علي العالم في زمن التكنولوجيا ؟ أم أننا مازلنا نعيش في وهم الماضي ونتداول مصطلحات عفى عليها الزمن مثل كليات القمه وكليات القاع ؟
في زماننا المعاصر ، ومع التطور التكنولوجي وسيادة عصر الأنترنت وثورة الذكاء الإصطناعي تتغير إحتياجات سوق العمل بشكل كبير يستدعي أن يكون طالب الثانوية العامه شديد الذكاء وهو يختار نوع دراسته التي سينتقل إليها في المرحله الجامعية حتي تتماشى مع الواقع ، لا يوجد اليوم ما يسمي بكليات القمه ، فالأهم هو أن يكون لخريجي تلك الكليات أو غيرها طلبًا في سوق العمل الحديث الذى لن يعتمد طويلًا علي الكثافه العددية ، ولكن سيعتمد علي المهارات التقنيه التى لابد أن يُتقنها كل خريج حتي يضمن لنفسه مكانًا في هذا العالم الحديث مُتسارع الخطى .
في البيت المصرى لابد أن تسود درجه عالية من الهدوء خلال فترة الأمتحانات لتعقبها مرحلة إستقبال النتيجة والتفكير الواقعي في المجال المناسب لكل شاب وفتاه وهم مُقبلين علي دخول الجامعه ، لم يعد الأمر مرتبطًا كثيرًا بإسم الكليه أو تصنيفها القديم ككلية قمه ، ولكن الأهم أن يكون الطالب يهوى في الأساس تلك الدراسه دون إجبار أو توجيه ، ثم أن يكون له ميزه نسبيه في سوق العمل بعد تخرجه ، وإلا فنحن نُزيد من طول طابور العاطلين خريجي الجامعات دون جدوى في زمن لا يعترف إلا بأصحاب التميز المواكب للعصر .
أتركوا الصغار يقررون ما يناسب إمكانياتهم وتوجهاتهم مهما كان أسم الكليه أو المعهد الذى يلتحقون به حتي يجيدوا فيه ، لا مجال اليوم للتقليد أو التباهي بإسم كلية ما ، فالأهم أن يجد خريجها عملًا يعيش منه بشكل كريم يتماشى مع العصر السريع الذى نعيشه ، وهذا التغير الكبير في تركيبة التوظيف التي تطلبها الشركات الخاصه وبل وحتي الحكومية ودواوين العمل الرسمية . إنه زمن التكنولوجيا والتميز وتقديم الجديد حيث لا مجال للمكررين وأصحاب الفكر القديم البالي .
كل الأمنيات الطيبه لشباب مصر الرائع في ماراثون الثانوية العامه الذى سيمتد لما بعد عيد الأضحى المبارك ثم ليمنحهم الله الرشد والصواب وهم يختارون كلياتهم وفق رغباتهم وإمكانياتهم ، فمن يدرس مايحب سوف يتقنه ويجيد فيه ويصبح رقمًا مميزًا في عالم لا يعترف إلا بأصحاب السبق والتميز . حفظ الله شباب مصر المبدع . حفظ الله الوطن الأبي الغالي .