أمجد المصري يكتب.. وداعا محمود بكري
ينشر موقع هارموني نيوز مقالا جديدا لـ أمجد المصري بعنوان وداعا محمود بكري، وإلى نص المقال:
الرجال لا يموتون وإنما تبقى سيرتهم حاضره بما قدموه من عطاء وجهد ، الكاتب لا يموت وإنما تبقى حروفه وكلماته فى وجدان الناس حتى وإن مرت الشهور والسنين ، رحل أستاذى بجسده فقط عن دنيانا بعد رحله زاخمه بالعطاء والأفكار، ولكنه باقٍ فى قلوب كل من عرفوه وفى عقول كل من قرأ له سطرًا أو كلمه .
في رِثاء الأستاذ محمود بكرى أكتب عن تلك العلاقه الفريدة مع الرجل والتى أستمرت نحو 6 سنوات كامله ، أتواصل معه كل يوم سبت بلا إنقطاع ، أُرسل إليه مقالي الإسبوعي ، يرد دائمًا بكلمه واحده “سلمت يداك” . أزوره في مكتبه بوسط البلد فيلتقيني بهذا الوجه المصرى البشوش وبإبتسامه طيبه لا تفارقه أبدًا ، لا أزكيه علي الله ، ولكنها شهادة حق و دينٌ واجب السداد اليوم ونحن نرثيه بعد رحيله ، بلا غرض أو رياء ، ولكنه حب وعشق لهذا الرجل وسيرته الطيبه العطره .
عندما أغواني بعض الأصدقاء أن أقتحم عالم الكتابه قبل سبع سنوات ، لم يكن بيني وبين الرجل أي سابق معرفه أو صله ، فجأه يأتيني صوته المميز عبر إتصال غير متوقع يُثني علي مقال لي كنت قد نشرته علي صفحة فيسبوك الخاصه بي بعنوان ( المسكوت عنه ) فى صيف ٢٠١٧ عندمت رفع بعض الموتورين علم الشواذ فوق أرض مصر الطاهره فى إحدى الحفلات الغنائيه ، كاتب كبير بحجم وتاريخ محمود بكرى يتواصل مع كاتب مغمور حديث العهد بالكتابة ليثني علي مقال له ويقول لى بالحرف إن هذا المقال لا يكتبه إلا كاتب وطنى غيور على الخُلق وحريص على هذا الشباب الصغير الذى يتم التغرير به والتلاعب بعقوله تحت دعاوى التحرر ، تتملكني حينها مشاعر الفرح والفخر ، أسأل الأستاذ بتلقائيه : هل يمكن نشر هذا المقال في موقع جريدتكم الغراء ؟ فتأتيني الأجابة دون تمهل : لقد تم نشر المقال بالفعل ، يرسل لي لينك المقال ويطلب مني أن أرسل له كل مقال جديد أكتبه .
أذهب إليه بعد إسبوعين لأشكره فيستقبلني بترحاب شديد وكأنما بيننا سنوات من التواصل والعشره ، أطمع في المزيد فاسأله عن إمكانية أن أنشر بعض مقالاتي في عدد جريدة الأسبوع الورقي ولو بعد فتره ، يبتسم ويمد يده ليناولني العدد الأخير من الجريدة ، يطلب مني أن أفتح الصفحه الثانية لأجد مقالي وصورتي بطول صفحه كامله أتسائل : كيف يحدث هذا ولست منتمي رسميًا لهذا الكيان الصحفي العريق ؟ يرد بكل تواضع : أنت كاتب مميز تملك زمام الكلمه وستكون أضافه للجريده .
سنوات من المتعه في التعامل مع الرجل ونشر مقالاتي دون قيد أو حتي مراجعه ، أنشر بعض مقالاتي فى صحف أخرى ولكن يظل مقالي الأسبوعي في جريدة الأسبوع هو الأكثر متعه وحريه وإنتظام ، يدعمني الرجل بقوه حين أراد البعض أن يوقف مسيرتي بدعوى أنني دخيل علي المهنه ، يقف منتفضًا ويقول لي : أكتب وسأنشر لك حتي لو خضنا أعتي المعارك فلا أحد يستطيع أن يمنع صاحب الفكر من نشره ، أكتب وأنا معك للنهاية مهما حدث .
رحم الله أستاذى وسندى وأخي الأكبر محمود بكرى ، لا أعلم إن كنت سأكتب مجددًا بعد رحيله أم لا ، ولكنه سيظل دائمًا واحدًا من أهم أصحاب الفضل علي وداعم رئيسي لكل نجاح حققته ، وداعًا أستاذى ، وليجعل الله شهامتك ، وتواضعك ، وعشقك للوطن ، ورفقك بالبسطاء ، ومرضك القاسي الذى صبرت عليه في ميزان حسناتك ، ولعلنا نلتقي قريبًا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .