تحل، اليوم الأحد، الذكرى الـ40 على رحيل الشاعر الجنوبي أمل دنقل شاعر الرفض والثورة، إذ رحل فى 21 مايو عام 1983، عن عمر ناهز 43 عاما، وولد شاعرنا الراحل فى أسرة صعيدية فى 23 يونيو من عام 1940 بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا فى صعيد مصر، وزوجته هى الكاتبة الصحفية عبلة الرويني.
وكان والده عالمًا من علماء الأزهر الشريف ما أثر فى شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح، وسمى أمل دنقل بهذا الاسم لأنه ولد بنفس السنة التى حصل فيها والده على إجازة العالمية فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذى حققه.
ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر، فقد كان يكتب الشعر العمودى، وأيضًا كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربى مما أثر كثيرًا فى أمل دنقل وساهم فى تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب، وفقد أمل دنقل والده وهو فى العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيرًا وأكسبه مسحة من الحزن تجدها فى كل أشعاره.
أمل دنقل يستوحى قصائده من رموز التراث العربي
خالف معظم المدارس الشعرية فى الخمسينيات، واستوحى قصائده من رموز التراث العربي، وقد كان السائد فى هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة، وعاصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم فى تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر فى عام 1967 وعبر عن صدمته فى رائعته “البكاء بين يدى زرقاء اليمامة” ومجموعته “تعليق على ما حدث “.
أصيب “دنقل” بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض فى مجموعته “أوراق الغرفة 8” وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذى قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضًا قصيدته “ضد من” التى تتناول هذا الجانب، والجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هى “الجنوبى”.
ورحل يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م لتنتهى معاناته فى دنيانا مع كل شىء وكانت آخر لحظاته فى الحياة برفقة الدكتور جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودى صديق عمره، مستمعًا إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة.