آراء حرة

أ.د صلاح سلام يكتب.. عظمة على عظمة يا ست

عظمة على عظمة يا ست

عظمة على عظمة ياست/ كانت هذه كلمات عم سعيد الطحان اشهر المعجبين بسيدة الغناء العربي والذي حضر كل حفلاتها في الداخل والخارج وعندما افتقدته يوما في الصفوف الاولى علمت انه مريض فزارته في طنطا وعرفت هناك انه كان من اصحاب الاطيان والمطاحن وانه باع اخر قطعة أرض ليسافر حفل باريس فاشترتها واعادتها له مرة اخرى..هذه هي العظمة..وتكمن العظمة ايضا في انها جمعت حولها كل اساطين الشعر والادب والصحابة والموسيقى..كانت العظمة في انها اسرت قلوب رجال ونساء الشرق والغرب فما كانت تطأ قدمها دولة الا واستقبلها رئيسها فانتصرت لسيدات جيلها..وقد الغت من قاموسها “الجمهور عاوز كدة”وفرضت باحترام “انا اغني مايجب ان يسمعه الناس”وقد استثمرت بذكاء شديد قدرتها على توصيل الصعب الى عامة الناس فعلت الفلاح في غيطه يسمع سلوا قلبي..فمن يصدق ان كلمات الامير عبدالله الفيصل في ثورة الشك”وكم طافت علي ظلال شك اقضت مضجعي واستعبدتني” يمكن ان تغنى…وبرغم اننا لم نحافظ على فيلا ام كلثوم في شارع ابو الفدا كتراث انساني وحضاري كان يجب ان يبقى حتى ولو بالاكتتاب الشعبي..الاان الدولة احتفظت بكل مقتنيات في متحف ام كلثوم والذي يحكي في مفرداته مقتطفات من حياة هرم مصر الرابع والتي استحقت لقب كوكب الشرق ..لانها لم تكن نجمة فما اكثر النجوم..فقد انتفضت لوطنها في أعقاب نكسة ١٩٦٧ وطارت الى باريس بدعوة من الرئيس شارل ديجول والذي كان محبا للفن ومناصرا للقضايا العربية لتغني على مسرح الاولمبيا اشهر واكبر مسارح باريس لتجمع الاموال لاعادة بناء القوات المسلحة وهنا يجب ان نتذكر موقفا وطنيا في اثناءتقديم الراحل جلال معوض للحفل الذي حضره كل السفراء والجاليات العربية حيث قال ..اليوم تغني ام كلثوم في باريس وغدا تغني في القدس فتكهربت القاعة بالهتاف والتصفيق وجاء مدير المسرح وكان من اصل يهودي لام كلثوم ليقول نحن في حفلة فنية ولاداعي للسياسة ويجب وقف هذا المذيع فردت ام كلثوم”لموا الالات ياولاد”فاحس انه سيخسر خسارة فادحة فقبل يد ام كلثوم معتذرا لتبقى وتبدأ الحفل ..وقد كان ..وقد طافت معظم دول العالم في سلسلة حفلات من اجل المجهود الحربي.. هذه هي عظمة الست.. وتبرز عظمة الست ايضا في حب احمد رامي الذي لم يكن يحبها كجسد وانما كلوحة فنية استطاع ان يبث فيها من روحه كلمات عاشت ومازلت تشنف اسماعنا بعد رحيلها بثمان واربعين عاما حيث حلت ذكرى وفاتها منذ ايام..وقد كان يوم الاثنين من كل اسبوع هو يوم احمد رامي لتبادل الحديث والشعر والادب وقد رثاها في عيد الفن بعد عام على وفاتها عام١٩٧٦ فقال..ماجال في خاطري اني سارثيها..بعد ان صغت اشجى اغانيها..كنت اسمعها تشدو فتطربني..واليوم اسمعني ابكي وابكيها… وقد القى القصيدة في وجود الرئيس السادات والذي قال في كلمته انني اضطررت لتغيير خطابي بعد ان سمعت احمد رامي… والحفلة مسجلة على اليوتيوب لمن يريد..تلك هي العظمة التي اهدت الينا ارق كلمات مرسي جميل عزيز في ثلاثية الحب الخالدة والتي بدأتها بسيرة الحب..ثم كيف عاش الحب في ليلة بالف ليلة..الى ان انتهى بالفراق في فات الميعاد على نغم المبدع بليغ حمدي..وحقيقة لايعرف المرء في عصره ..فالكثير ممن عاصروها لم يتخيلوا انها سوف تصبح قيمة تاريخية..وقد رصدت ثومة مصر في لوحة طوف وشوف..و في انا الشعب انا الشعب..وتحفيز القائد في دوس بايمان وبروح وضمير دوس على كل الصعب وسير…وقد رفضت ان تجري جراحة لاستئصال الغدة الدرقية بعد ان حذرها طبيب امريكي انها قد تؤثر على صوتها وتحملت تبعات هذا القرار من الالم…وهذا ماحدث معي شخصيا برغم مهارة الجراح واضطررت لإجراء عملية اخرىفي الخارج لاستعادة صوتي..ترى لماذا عاشت ام كلثوم في قلوب الناس كما قالت؟…فضلت اعيش في قلوب الناس وكل عاشق قلبي معاه.. نعم فهل ننسى..وعدونا فسبقنا ظلنا في اطلال ناجي وهذا الخيال الايجابي الذي يخترق النواميس..وسوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعالى تعالى احبك الان الان الان اكثر لحورج حرداق …وترفع قضية على الموجي لانه تأخر عليها في لحن ويتقابلا عند القاضي ليتصالحا لتهدينا تحفة فنية هي الاروع “للصبر حدود”..عظمة الست في انها غنت لكوكبة ليس من مصر فحسب ولكن من السودان الهادي ادم ولبنان جورج جرداق والسعودية عبد الله الفيصل وباكستان محمد اقبال في حديث الروح وبيرم التونسي وعمر الخيام الفارسي والذي كشف عن التصوف في حياة ام كلثوم..اسمع كيف كانت تنطق ..ان لم اكن اخلصت في طاعتك فإنني اطمع في رحمتك وان مايشفع لي انني قد عشت لا اشرك في وحدتك…فلابد ان يهتز وجدانك.. اما اذا سمعت..اقولك ايه عن الشوق ياحبيبي..فاكيد انك اهديتها يوما لحبيبتك.. ولكن عبد الفتاح مصطفى كان يكتبها وهو في عالم اخر ..وقالت له الست عندما سمعتها “انت بتحب والله لاقول لمراتك”فمسح على لحيته وقال ماهية عارفة…فهو كان يناجي ربه “ليالي في هواك اسهر افكر ومهما قلتلك في القلب اكثر” وقد لامست قلبها فغنتها…اما اغاني رابعة العدوية ففيها قمة الاتصال الروحاني وحديث الروح الذي يسري عندما تسمع احبك حبين حب الهوى وحبا لانك اهل لذاك..فاما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك.. وطاف بالسلام طائف السلام يوقع النيام عهده الوثيق واحة النجاة اول الطريق هو منتهاه لطاهر ابو فاشا.. .وتشاء الاقدار ان تكون اخر اغانيها على المسرح هي القلب يعشق كل جميل والتي بث فيها بيرم نفحات وجرعات صوفية وكأنه كان يغتسل من زمن الصعلكة.. مكة وفيها جبال النور طالة على البيت المعمور….الى ان تصل الى ..جينا على روضة هاللة من الجنة فيها الاحبة تنول كل اللي تتمناه فيها طرب وسرور وفيها نور على نور..فاذا لم تلامس هذه الكلمات شغاف قلبك وتختنق العبرات في مأقيها شوقا لزيارة الحبيب فمن المؤكد انك تحتاج الى شحن بطاريات قلبك … و اخيرا تبقى الروح خالدة الى ان ترد اليها يوم يحييها.. ولابد يامن تقرأ كلماتي ان تبحث عن حد تقوله” صالحت بيك ايامي سامحت بيك الزمن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى