الأديب المصري مدحت ثروت يكتب..بالأمر مصر أولا
تابعنا ومازلنا نتابع تداعيات أزمة القضية الفلسطينية، والعدوان الغاشم من قوات الاحتلال الإسرائيلي على المؤسسات والمدنيين العزل، وسبقت دموعنا أصوات الصراخ على أطفال صاروا يتامى قبل أن يخرجوا للنور، وأمهات ثكلى تمزقت قلوبهن حسرة والما على فقد الأبناء والزوج والمأوى والأمل في حياة..
صوت دماء الأبرياء صاعد إلى السماء داعيا المولى عز وجل للثأر من قاتلي الضعيف والشيخ والمرأة والطفل واحلام الشباب وكتب وكراسات واقلام التلاميذ في المدارس، وأجهزة التنفس الصناعي على صدور المرضى، ومقدسات الشعوب، كل هذا وأكثر من جرائم تقترفه يوميا قوات البطش الدموية وتقاومه حجارة المنتفضين، وبينما يقاتل المدنيين جحافل القوة وترسانات السلاح، تقترف نحن هنا جرائم من نوع فريد.. عزم البعض على الانصياع لدعاوى الشر الموالية للدعوة بمقاطعة بعض المنتجات والمؤسسات الداعمة للعدو الصهيوني محولين تلك الدعوة الوطنية لدعوة للشر، راحوا يجهزون على المحال التجارية ليحطموا زجاجها، ويدمروا المبنى ويطردوا العاملين المصريين من أهلهم وذويهم، ليغلقوا أبواب رزق لمصريين مثلهم، ويدمروا مصادر دخل تجارية وسياحية واقتصادية مهمة، فارق كبير بين المقاطعة وهي إجراء مشروع وبين الغوغائية والبلطجة وبث روح الذعر بين المواطنين، وغلق مصادر الرزق وفرض القوة والبلطجة على المشهد وسط تكبير الجهلاء من شباب وأحداث كان من الأجدر بهم أن يتمنطقوا ويحملوا أسلحة المقاومة ويهبوا في مقاتلة العدو في عرينه والانتصار لقضية أزعم ان قليل منهم هو من يعرف أبعادها، ليتنا ندرك قيمة الوطن ونحترم مقدساته ونخاف عليه أكثر من هذا.
من الجميل أن تكون لك قضية تؤمن بها وتدافع عنها وتبذل قصارى جهدك في سبيلها، لكن الأجمل ان تكون هذه القضية هي الوطن، ان تكون قضية المصريين الأولى هي مصر.. مصر اولا يا مصريين.
مدحت ثروت