إبداعات أدبية

الأديب مدحت ثروت يكتب..قمري

قمري

سألت حواف القمر

كيف أمسيت يا ذا الجمال؟

قال رمال وحصى 

وكل أراضي جبال

ظلام دامس كما لأرضك

وأودية وسهول وتلال

سألته لدهشتي متعجبا

وأين السحر والبهاء والدلال

ابتسم ثغره متوددا

إنها مجرد أقوال

صاغها شاعر متمكن

من الحرف وعطر الخيال

لكنها أكذوبة محققة

وما أصدق كذب الخيال

تشرق الشمس كما بأرضكم

وأعكس نورها وأكون ظلال 

لكن هناك خلف العمر 

فاتنة لعلها قمر جديد

اخجلني جمالها كما البدر

ساكنة في كوكب بعيد 

هي قمره ونور طلته

وهي حياته وعمره السعيد

سألت دلني على تلك الفاتنة

قال حبيبتك في درب فريد

كلما بدت في ثياب البشر 

زانت الخليقة بغناء وأناشيد

عيناها تجوبان حنايا القلب

تأخذه في شدو سعيد 

حنانها الدافئ يشفي السقم

رقتها نبعه فاض بالمواعيد

وعذوبة همسها سحر 

لا يدركه ساحر أو يزيد

نسمات الحب من قلبها تنثر

نسائم سعادة وأحلام وزغاريد

اطفأت نوري إذا هي أطلت 

في صورة تغدو كطيف البهاء

أسافر انا واترك مجرتي

وأترك لها عنان السماء

تجوب الليل والعمر تحيا 

في رقة وفتنة وعزة وإباء

وتنير الظلام الحالك حولك

وتطفى نجوم بجود العطاء

وتسحر السحر بالرقة ترنو

وتدنو في دلال وخيلاء

لست ترى مثلها قمر 

يغمر الحب حبا بسخاء

ولست ترى مثلها زهرة 

كورود الجنة في ربيع الوفاء

هي القمر والقمر يخجل

من نورها وجمالها الوضاء

حبيبة لو اقتنيتها اقتنيت عمرا

لا يعرف مرضا ولا يعرف دواء

وإذا احبتك فأنت أغنى

 وأسعد الناس في أرض الشقاء

مدحت ثروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى