الأستاذة صباح عاصم تكتب..تعزيز التنوع وقبول الآخر
بمناسبة العيد الخمسين لليونسكو في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1995، وبناء على مبادرة من هيئة اليونسكو اعتمدت الدول الأعضاء إعلان مبادئ بشأن التسامح يؤكد، من جملة المبادئ التي يؤكدها، أن التسامح لا يعني التساهل أو عدم اكتراث بل هو احترام وتقدير للتنوع الغني في ثقافات هذا العالم وأشكال التعبير وأنماط الحياة التي يعتمدها الإنسان. في السادس عشر من شهر نوفمبر عام ١٩٩٦ دعت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة أعضاؤها للاحتفال بيوم «التسامح» سنويا… واعتماد السادس عشر من نوفمبر ليصبح يوما عالميا للتسامح… ومن الميثاق التأسيسي لليونسكو ((من المحتم أن يقوم السلام علي أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر)) وفي ظل انتشار الحروب والتعصب الأعمى والتطرف حول العالم أصبحت الدعوة للتسامح وقبول الآخر وتعزيز التنوع من أهم متطلبات الحياة… إذا أردنا العيش والتعايش السلمي في عالمنا الحالي… ما هو التسامح؟؟ وفي تعريف بسيط هو احترام وتقدير للتنوع الغني في ثقافات هذا العالم وأشكال التعبير وأنماط الحياة التي يعتمدها الإنسان… تنوع غني في دول العالم… في اللون الأبيض والأسود… تنوع في الجنس الذكر والأنثى… تنوعا في الفكر والدين والمعتقد… تنوع الثقافات والحياة الاجتماعية وأسلوب الحياة… ما تفعله في بلد ما بتلقائية يقابل بالرفض في بلد آخر… ما تأكله في بلدك يمنع أكله في مكان آخر… ما ترتديه من زي وملبس يقابل بالرفض في بلد آخر… حتى مصطلحات اللغة ومفرداتها… ما تقوله بمعني عادي في جانب ما قد يكون له معنى مخالف تماما في جانب آخر من الكرة الأرضية… إنه الاختلاف بين بني البشر… ولحكمة يعلمها الله خلق التنوع والاختلاف… وفي اشارة في كتابه الكريم (ولوۡ شاء ٱلله لجعلكمۡ أمة واحدة ولٰكن ليبۡلوكمۡ في ماءاتاكمۡۖ فٱسۡتبقوا ٱلۡخيرٰتۚ) [المائدة: 48[… ومع التنوع والاختلاف جعلكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا لا لتتنمروا علي من خالفكم… لتتبادلوا التكنولوجيا والمنافع والخبرات وخيرات البلاد للعباد فيما بينهم… وكيف سيتم ذلك الا من خلال التسامح؟؟ التسامح وحده قادر علي ضمان بقاء المجتمعات المختلطة في كل منطقة من العالم ويؤدي الي السلام والتعايش السلمي بين بنوا البشر… ليعود بنا الي مكارم الأخلاق والنفوس السوية المطمئنة… وسؤال يطرح نفسه هل التسامح واجب اخلاقي ام شرط قانوني للأفراد؟ ما لا يعرفه العامة ان التسامح شرط قانوني تفرضه كل الدول دون استثناء فاذا سافرت خاج البلاد عليك ان تعي جيدا قانون البلد التي ستزورها فهم يدعمون وبقوة الحرية الدينية فلا تتعجب اذا رأيت بشرا يعبدوا بقر… ولديهم الحرية الجنسية والمثيلية الجنسية وبقوانين تحمي من يمارسها علي عكس مجتمعاتنا الشرقية المحافظة… ويجبرك القانون عل التعامل معهم فإما ان تقبل مجتمعهم بكل ما فيه… ولا أقصد قبول الفعل والأندماج فيه ولكنه قبول قانون دوله وثقافه مختلفه عنك… واذا اردت ان تدعو الي الدين والهدايه دعهم يروا الدين فيك في سلوكك في اتقانك لعملك في ضميرك الحي في صلواتك وصيامك وقيامك وطهارتك اجعل من نفسك سفيرا للأسلام ولدينك بعملك لعلك تكون سببا في هدايه احدهم… اما العنف والتنمر والتعصب الأعمى فلن تجني منه اي شيء… وللتسامح مكونات يجب ان تعيها جيدا الأحترام- والقبول- والتقديرهم المكون الأساسي للتسامح بين البشرويأتي دور الدولة ومؤسساتها من اعلام وصحافة وتعليم ورجال الدين كل في مجاله وتخصصه والأسرة لها الدور الأكبرلنشر فكر وثقافة التسامح بين افرادها وغرس مفهومه ومنذ الصغر بين الأطفال بقبول الأختلاف والتعامل معه بما ينشر سلام وامان بين الأوطان سلام ليس عن ضعف او تهاون وتفريط في حق ولكنه سلام عالمي ينشده الجميع اذا خلصت النوايا بعيدا عن اطماع المستعمرين والمحتلين ومغتصبي وسارقي البيوت والبلاد… سلاما يبني ويخدم الحياة البشرية والأنسانية في كل بقاع الأرض بتسامح وبقبول للآخر في كل مكان.
الأستاذة/ صباح عاصم
رئيس مجلس إدارة جمعية بداية للأعمال الخيرية