الأستاذة صباح عاصم تكتب..كل حب وأنت طيب يا راجل ياطيب
كل حب وأنت طيب يا راجل يا طيب… جعلوا للحب عيدا؟؟ وهل للحب يوم… وهل للحب وقت معين لنحتفي به؟؟… تلك العاطفة النبيلة التي أوجدها الله -عز وجل- في قلوب البشر جميعا… بالفطرة السليمة… ولكن بدرجات وباختلافات… لتحلو به أيامنا… لنتصبر به علي قسوة الأيام وكبد العيش… قد يكون حب الشهرة… حب المال… حب العمل… حب الأبناء… حب الزوج أو الزوجة… حب الوطن… وأعظمهم درجة حب الذات الألهيه … حب الله… الذي خلقنا وأوجدنا ووهب لنا نعم لا تعد ولا تحصي… وحب الرسول الكريم قدوتنا ومعلمنا… ولو تحدثنا عن الحب في حياته الكريمة لا يكفي مقالا لسرده من حبه لموطنه مكة… وبقوله فيها: ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك. رواه الترمذي وصححه الترمذي والألباني في صحيح الجامع… ولحبه الشديد لعمه أبي طالب حتى أنزل الله عليه آياته الكريمة في أبي طالب: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء [القصص: 56]… وفي حبه لزوجاته حديث يطول سرده…في حبه لأم المؤمنين خديجة- رضي الله عنها
وفي أدب نبوي رفيع قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (إني قد رزقت حبها)، ليجعله رزقا من الأرزاق… ليعلمنا أنواعا وأنواعا من الحب… إنه الحب الذي به ومن أجله نحيا… هذا الإحساس الراقي وما به من عطاء وإيثار الغير وحب الخير يهذب الروح والنفس… ليس للحب يوم أو وقت إذا نظرت لنفسك ستجدك تمارس الحب وأدواته كل يوم بل كل ساعة… من نظرة حانية لطفلك… من حضن دافئ لوالدك… من كلمة حانية لزوج أو زوجه… من عطاء لفقير أو مساعدة لمحتاج… من عمل شاق تقوم به ولكنه الحب الذي يهون عليك كل شقاء… حتى أنك تمارس الحب في اختيار طعام أو ملبس أو مكان تفضله عن غيره… أو حتى حبك ليوم معين كيوم العطلة الأسبوعية… إنه الحب بكل ما يملكه من أدوات ومشاعر تمارسها يوميا وتلقائيا… وهل يتغير الحب؟؟؟ ولم لا؟؟ فسنة الحياة كلها التغيير… وأسوأ ما في الحب إنه متغير… ما أحببته اليوم قد تكرهه غدا ما تمسكت به اليوم قد تتركه بسهولة في وقت ما… ما تسعى للعمل به وتحارب من أجل الوصول إليه قد تتركه بعد فترة قليلة… وعلي العكس ما كرهته اليوم قد تجد نفسك تحبه غدا؟؟؟… ليرتبط الحب ارتباطا وثيقا بالتغيير… فكن وسطا معتدلا في مشاعرك وعواطفك… فأحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما… فلتحافظ علي مشاعر الحب بداخلك لكل ما في عالمك… ولتعبر عنها بالكلمة الطيبة بالهدية بالأسلوب الراقي بالحفاظ على مشاعر من تحب… بالحفاظ علي النعم والأرزاق من حولك وشكرها لتدوم معك… وأنعم وأسعد بما بين يديك… واجعل كل يوم يمر بسلام وأمان عيد للحب
بقلم الأستاذة صباح عاصم
رئيس مجلس إدارة جمعية بداية للأعمال الخيرية