آراء حرة

الأستاذ الدكتور أشرف تادرس يكتب.. مع أسئلة الناس عن الفلك

مع أسئلة الناس عن الفلك

 

س/ هل حقا القمر والكواكب هما السبب في حدوث الزلازل ؟ 

ج/ مع احترامي الشديد لمؤيدي هذه الفكرة فالكواكب كثيرا ما تصطف وكثيرا ما تقترن مع القمر أو مع بعضها البعض بطريقة منتظمة ومتكررة منذ آلاف السنين ، ومع ذلك لم يلاحظ الفلكيين على مر العصور أنها سببا رئيسيا في حدوث الزلازل .. كما أن الكواكب ليست سببا مباشرا في إبطاء سرعة دوران الأرض حول نفسها كما يظن هؤلاء ! ولكن القمر هو الجرم السماوي الوحيد الذي يؤثر على الأرض تأثيرا مباشرا وملحوظا نراه كل يوم في عمليتي المد والجزر ، ويزداد هذا التأثير عندما يكون القمر محاقا أو بدرا أي عندما يكون القمر في اتجاه الشمس أو في الاتجاه المقابل لها بالنسبة للأرض ، وكذلك أيضا وقت ظاهرتي الكسوف والخسوف إذ يكون الشمس والقمر على خط مستقيم واحد مع الأرض .. 

 

فإذا كان القمر هو المسؤول الفعلي عن حدوث الزلازل لوجدنا على الأقل زلزالين كبيرين كل شهر ، زلزالاً في المحاق وأخر في البدر ، أي عندما يتحد الجذب الشمسي والقمري في حالة المحاق ، أو عندما يشد كلاهما الأرض في اتجاه عكس الآخر في حالة البدر ، ومع هذا أيضا لم نستطيع الجزم بحدوث الزلازل في هذا الوقت بالذات ! .. وبناء علي ذلك أيضا نجد أن ظاهرة القمر العملاق التي تحدث عندما يكون القمر في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض إذ تبلغ مسافته أقل من 360 ألف كيلومتر فقط من الأرض ، فنرى حجم البدر ولمعانه وكذلك المد والجزر زائدا قليلا عن المعتاد .. وعلى هذا كان بالأولى أن تحدث الزلازل في هذا الوقت من العام بشكل ملحوظ عن باقي أوقات السنة أي عندما يكون القمر أقرب إلى الأرض !! ومن جهة أخرى وبالرغم من قوة تأثير القمر على الأرض إلا أن تأثيره محدود جدا في عملية إبطاء حركة دوران الأرض حول نفسها والتي تقدر بأقل من 2 ملي ثانية كل 100 سنة ، أي سوف يظهر تأثيره على زيادة طول اليوم الأرضي بعد ملايين السنين !! 

 

خلاصة القول : 

 – أن التنبؤ بحدوث وقت ومكان الزلزال أمرا لم يحسمه العلم بعد ، وعليه فأن أسناد ما يحدث من زلازل أو أي كوارث طبيعية إلى اصطفاف الكواكب أو مرور المذنبات أو أي من الظواهر الفلكية الأخرى هو من أمور التنجيم وليس من علم الفلك في شيء !!

– إذا تكرر حدوث عدد من الزلازل وقت اصطفاف الكواكب فهذا لا يعني أبدا أن اصطفاف الكواكب هو السبب الرئيسي لحدوث الزلازل أو أن اصطفاف الكواكب يصحبه دائما زلازل !!

– هناك بعض الدراسات التي تحاول إثبات وجود علاقة بين الجذب القمري واحتمالية حدوث الزلازل ، إلا إن نسبة الاحتمالات التي تؤيدها هذه الدراسات لا يمكن الاعتماد عليها بشكل مطلق .. وبالتالي فإن تكرار حدوث الزلازل وقت محاق أو بدر القمر لا يعني أبدا أن القمر هو سببها الرئيسي ، بل قد يكون القمر عامل مساعد قوي في احتمال حدوثها ولكن ليس السبب فيها !! فهناك أسباب رئيسية أخرى لحدوث الزلازل وهي بالتأكيد تأتي من داخل الأرض وليس من خارجها ، على الأقل ليس من القمر والكواكب ..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى