الأستاذ الدكتور هاني عيسى الفقي يكتب..كباري المشاة
كباري المشاة
ثار البعض عند شروع الدولة في إزالة بعض المنشآت للقيام بعمل بعض التوسعات أو إنشاء محاور مرورية جديدة للمنفعة العامة ونسو أو تناسو ماحدث أثناء إنشاء كوبر 6 أكتوبر عند ميدان عبد المنعم رياض من إزالة كاتدرائية جميع القديسين الأثرية والتي كانت تعترض مسار الكوبري المزمع إنشائه وقتها، لذا فإن إزالة بعض المنشآت ومن ضمنها بالطبع المقابر غير الأثرية أو التي لها طابع معماري مميز أو عشوائيات فهي للمنفعة العامة ولابد وأن نفكر كثيراً وبعمق أن الحجر هو دائماً لخدمة البشر حتى ولو كان هناك بعض التضحيات۔
وبطبيعة الحال، يستلزم هذا التوسع في ضرورة عودة لكباري المشاة وتعميمها على كافة المستويات بالمدن المختلفة بالدولة۔ حيث تلاحظ في الآونة الاخيرة ومع كثرة إنشاء المحاور والطرق وتوسعتها كثرة الحوادث الناتجة من عبور المشاة من أي مكان وبشكل عشوائي بالرغم من تواجد بعض من كباري المشاة ببعض المناطق۔ هي أذن ثقافة مصرية خالصة لابد من القضاء عليها۔ ولن يتم القضاء عليها إلا من خلال فصل الإتجاهات في أي مسار مروري بواسطة أسوار معدنية فاصلة أو بأي مادة أخرى مستدامة وصديقة للبيئة مما يجبر المارة على إستخدام كوبري المشاة ويحدد مسار المشاة في أماكن محددة وبجوارها مواقف أتوبيسات نقل عام وميكروباصات بدلاً من الوقوف العشوائي وإختناق المرور بشكل مستمر۔ هذا بالإضافة إلى إمكانية تجميع الباعة الجائلين أعلى كوبري المشاة والقضاء على ظاهرة تواجدهم العشوائي بالطرق۔
لذا، فإذا لم نستطع تغيير سلوكيات المواطن بالحسنى فيجب تطبيقها بالقوة، هذه القوة تتمثل في هذا السياج الحديدي بين الاتجاهات۔
وبالطبع يجب أن يكون كل كوبري مزوداً بسلالم كهربائية بالإضافة إلى سلم خرساني ومصعد لذوي الإحتياجات الخاصة وممكن عمل منحدر إذا سمحت المساحات بذلك۔ كما يجب وضع لوحة رخامية أو زجاجية في بداية ونهاية كل كوبري مشاة وكذلك على المحاور وكباري السيارات المسماة بأسماء الأعلام والمشاهير وأبطال الدولة۔ هذه اللوحات تحكي حكاية كل إسم من هذه الأسماء وأعماله وسبب تسمية المكان بإسمه۔ مما يؤكد عرفان الدولة بأبنائها الأبطال في كل المجالات وينمي لدى الشباب ويزيد من روح الوطنية والإنتماء۔
يمكن تنفيذ كل هذه الكباري بواسطة المشاركات المجتمعية وهي بالمناسبة ثقافة طبيعية بكل الدول المتقدمة كما يمكن أن يتم إلزام تنفيذ كباري المشاة والأسوار بواسطة الشركات والمجموعات الاستثمارية الخاصة مع الإتفاق على أحقية هذه الكيانات بإستغلال حوائط والفراغات حول هذه الكباري والأسوار للدعاية لأنشطة ومنتجات هذه الشركات لمدد معينة مع تحمل هذه الشركات لكافة تكاليف الصيانة الدورية۔ ولنترك الخدمات الإستراتيجية للدولة۔
ويتطرق الحديث بنا إلى التوسع في إنشاء دورات المياة الميدانية في الطرق والميادين لمنع والقضاء على ظاهرة التبول بالشوارع على أن يتم تنفيذها بواسطة المواد الحديثة الخفيفة لسهولة الصيانة والتنظيف والنقل، ويتم تنفيذها أيضاً بواسطة العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية، هذا بالإضافة إلى اللمسة الجمالية التي سيتم إظهارها بالشوارع والميادين وتغيير ثقافة بعض المواطنين وتؤكد على إحترام الدولة لآدمية المواطن۔
أ۔د۔ هاني عيسى الفقي
أستاذ وإستشاري التخطيط الحضري