الأستاذ الدكتور/وليد محمد وهبه يكتب..حق الصورة للاعبي كرة القدم
الأستاذ الدكتور/وليد محمد وهبه
أستاذ القانون التجارى و الملكية الفكرية
أصبحت “حقوق الصور” بندًا تعاقديًا هامًا في عقود اللاعبين مع أنديتهم، قد تتسبب في تغيير وجهة اللاعب من نادٍ لآخر، أو خلافات بينه وبين أطراف مختلفة إذا تم انتهاكها، وتعد جانبًا اقتصاديًا يدرّ ربحًا كبيرًا سواء على اللاعبين أو الأندية.
ما حقوق صور اللاعبين؟
وفقًا للقانون الإنجليزي، فإن حقوق الصور تتضمن الحقوق التجارية والإعلانية في استخدام أسماء اللاعبين وألقابهم وشعارات شركاتهم إن وجدت والتوقيع والصور والصوت ورقمه بفريقه إذا تم حجبه وصفاته الشخصية ومعلومات سيرته الذاتية وبريده الإلكتروني، أي أنه بشكل عام كل شيء يخص لاعب كرة القدم.
لكن لا ينظم قانون الرياضة حقوق الصور للاعبي كرة القدم المحترفين، ما يعني أن القانون مختلف في بين كل بلدٍ والآخر.
وفي بداية مسيرة اللاعب، يكون هو الوحيد المتحكم في حقوق صوره ولا يحق لأحد استخدامها دون موافقته، لكن إذا أبرم عقدًا احترافيًا مع نادٍ، قد تنص بنود التعاقد على إمكانية استخدام النادي لصوره ضمن استراتيجية التسويق، وإذا تم اختياره للمنتخب الوطني قد يحدث الأمر ذاته مع اتحاد كرة القدم في بلاده.
وكان بند حقوق الصور شائكًا في عملية مفاوضات كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي على عقده الجديد، إذ أصرّ ممثلو اللاعب على الاستحواذ على 100% من قيمة الحقوق، بينما أفادت التقارير المختلفة أن ريال مدريد الذي كان ضمن سباق التعاقد مع كيليان بقوة لا يمنح لاعبيه سوى 50% من حقوق صورهم.
لماذا تهتم الأندية بها؟
قديمًا كانت تدفع الأندية للاعبيها من أجل لعب كرة القدم فقط، لكن العلاقة بين النادي واللاعب وتعاقدهما تطورت في السنوات الأخيرة لكي يتربّح كل طرف من الآخر في ظل دفع العلامات التجارية أندية كرة القدم نحو مجالات الترفيه.
الأندية تبرم العديد من الشراكات التجارية مع المعلنين الذين يرغبون في ارتباط خدماتهم ومنتجاتهم بلاعبين بارزين، فإذا كان النادي يمتلك بعضًا من حقوق صور لاعبيه، يمكنه استخدامها لجذب المعلنين وتحسين وضعه الاقتصادي، بعض أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لديها ما يزيد عن 60 شريكًا تجاريًا، وجميعهم يسعون للحصول على الحق في استخدام صور اللاعبين البارزين في إعلاناتهم.
ومن الشائع أن “حقوق الصور” تنقسم إلى جزئين أو قسمين مختلفين على النادي واللاعب الاتفاق عليهما، وهي إما الحصول على نسبة من حقوق صوره لاستخدامها في إطار نشاطات النادي وشركائه التجاريين، أو الحصول على نسبة من حقوق صوره بشكل عام، أي أن اللاعب إذا تعاقد مع علامة تجارية ما بعيدًا عن ناديه، هل يكون مطالبًا بإعطاء النادي جزءًا من الأرباح أم لا؟
ومن المهم أن يتفق الطرفان على عدم التداخل في العلامات التجارية، فإذا كان النادي لديه شريك تجاري واللاعب لديه شريك تجاري آخر يقدم المنتج ذاته قد يتسبب هذا بمشكلة لأحد الطرفين، لذلك ألزمت بعض الأندية لاعبيها بالحصول على موافقة خطية من الإدارات قبل التوقيع مع أي معلن.
هل هناك من يستطيع امتلاك جزء من حقوق الصور بخلاف الأندية واللاعبين؟
هناك شركات متخصصة تقوم بدفع مبالغ مالية للاعبين مقابل أن يكون لديها الحق في استخدام حقوق صورهم في إبرام شراكات تجارية. شركة Star Image تمتلك حقوق صور الأرجنتيني باولو ديبالا، واتفقت مع علامات تجارية مثل أديداس سامسونج وفيفا على قيام اللاعب بإعلانات لهم.
مثّل هذا الاتفاق عقبة لتوتنهام حينما رغب بالتعاقد مع اللاعب مطلع موسم 2019-2020، فإذا رغب النادي في استخدام صور ديبالا على الملعب أو في المتجر أو لصالح رعاته وشركائه عليه الاتفاق مع الشركة أولًا.
كم من الممكن أن يحقق اللاعب من حقوق صوره؟
مجلة “فوربس” كشفت أن محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي بلغت أرباحه 45 مليون دولار العام الماضي، 28 مليونا منها كانت بموجب عقده مع ليفربول ومكافآت الفوز والبطولات، بينما 17 مليون دولار كانت خارج المستطيل الأخضر من حملات الدعاية والإعلان أي ما يمثل حقوق صور اللاعب.
ووقع رونالدو عام 2016 عقدًا مع “نايكي” مدى الحياة سيحصل بسببه على مليار دولار ليصبح الرياضي الثالث في التاريخ الذي يحصل على عقد كهذا بعد مايكل جوردان وليبرون جيمس.
خلاف صلاح مع اتحاد الكرة المصري؟؟
اندلعت أزمة في أبريل 2018 بين محمد صلاح واتحاد الكرة المصري بسبب استخدام الأخير لصورة صلاح منفردًا على الطائرة التي ستنقل المنتخب للمشاركة في كأس عالم بروسيا.
وكانت الطائرة تحتوي على شعار إحدى شركات الاتصالات المتعاقدة مع اتحاد الكرة فيما يملك صلاح عقدًا مع شركة منافسة.
اللاعب ووكيله طلبا إزالة الصورة حتى لا تمس حقوق الشركة المتعاقد معها صلاح القانونية، وقرر اتحاد الكرة المصري آنذاك مع الشركة الراعية للكرة المصرية على إزالة الصورة المنفردة لمحمد صلاح على الطائرة واستبدالها بوجود اللاعب في صورة جماعية مع لاعبي المنتخب من أجل إنهاء الأزمة.
إبراهيموفيتش مع لعبة “فيفا”
في نوفمبر 2020، نشر زلاتان إبراهيموفيتش تغريدة على “تويتر” وقال: من أعطى الإذن لـ فيفا إي إيه سبورتس باستخدام اسمي ووجهي؟ فيفا برو؟ لم أكن أعلم أني عضو في منظمتكم، بالتأكيد لن أسمح لأي منظمة بجني الأموال باستخدامي، شخص ما يربح من اسمي ووجهي وبدون اتفاق طوال هذه السنوات، حان وقت التحقيق”.
غاريث بيل تضامن مع إبراهيموفيتش من خلال تغريدة أخرى، وأعلن مينو رايولا وكيل اللاعب الراحل أنه بصدد اتخاذ إجراء قانوني ضد الشركة إذا لزم الأمر.
إي إيه سبورتس ردت على إبراهيموفيتش قائلة: نحن لعبة الفيديو الخاصة بكرة القدم الرائدة في العالم، ولخلق تجربة فريدة عامًا بعد عام نعمل مع العديد من البطولات والفرق المواهب الفردية لتأمين حقوق صور اللاعبين لاستخدامها في لعبتنا، إحدى هذه العلاقات طويلة الأمد مع الممثل العالمي للاعبي كرة القدم المحترفين “فيفا برو” الذي يشترك مع عدد من المرخصين للتفاوض بشأن الصفقات التي تعود بالفائدة على اللاعبين واتحاداتهم.
وأتبعها رد “فيفا برو” وهو الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين ويضم 63 اتحادًا وطنيًا، وكان مفاده أن لاعبي كرة القدم ليسوا أعضاء مباشرين في الاتحاد بل اتحاداتهم الوطنية مما يخولهم باستخدام صورهم وأسمائهم، وبخصوص إبراهيموفيتش وبيل فإن الاتفاق تم إبرامه مع ميلان الإيطالي باستخدام صور لاعبيه في اللعبة، وذات الاتفاق تم مع الدوري الإنجليزي مما يمنحهم الحق في استخدام صور كل لاعبي توتنهام هوتسبير – فريق بيل حينها.
ومن ذلك يتبين مدى أهمية حماية صور لاعبي الكورة والتى أصبحت أشخاص هم بتستغل وتستخدم فى ألعاب الفديو الفيفا حتى شعارات الفيفا الدولية و أسمائهم وصفاتهم فكل ذلك له مقابل مادى نتيجة استغلاله الانتفاع منه أصبحت عقود اللاعبين تتضمن من بنود حماية لهم وتفويض النادى فى المحافظة عليه من الاستغلال غير المشروع