حسم مسؤولو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف“، الجدل حول قرار إعادة مباراة الأهلي والهلال السوداني تلك التي شهدت أحدثا مثيرة على مستوى كرة القدم وخارجها، عقثب انتهاء اللقاء على ارضية ملعب استاد القاهرة الدولي.
حقيقة إعادة مباراة الأهلي والهلال السوداني
وحقق الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، فوزا كبيرا على حساب الهلال السوداني بثلاثة أهداف نظيفة، في المباراة التي جمعت بين الفريقين مساء السبت في دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم في الجولة الختامية.
وخطف النادي الأهلي بطاقة الصعود إلى ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعد الفوز على الهلال السوداني في المباراة التي أقيمت على ملعب ستاد القاهرة الدولي.
ووجه مسؤولو كاف ضربة موجعة للهلال، تمثلت في اعتماد نتيجة المباراة وتأهل الأهلي لربع نهائي دوري ابطال افريقيا، لينهوا الجدل حول التقارير التي تحدثت عن اعادة اللقاء.
ويواجه الأهلي في دور الثمانية لبطولة دوري أبطال إفريقيا أحد الفرق التالية: الوداد المغربي – الرجاء المغربي – الترجي التونسي
وشهد الممر المؤدي إلي غرف خلع الملابس في ستاد القاهرة الدولي، مشادات بين لاعبي النادي الأهلي ونادي الهلال السوداني عقب مباراة الفريقين.
وأثناء توجه لاعبي الهلال السوداني نحو غرفة خلع الملابس قام علي لطفي حارس مرمى الأهلي بتوجيه عبارة لهم “على بلدكم وارجعوا”.
وفور تلفظ علي لطفي بهذه العبارة دخل لاعبو الهلال السوداني في مشادة مع لاعبي الأهلي وسط محاولات من رجال الأمن لفضها.
أصدر نادي الهلال السوداني بيانا بشأن مباراته مع الأهلي التي انتهت بخسارته بثلاثية دون رد.
وجاء نص البيان كالآتي:
لقد تابع العالم بأسره عبر الفضاء الإسفيري الأحداث المؤسفة التي شهدها إستاد القاهرة الدولي ليلة لقاء الهلال العظيم بالنادي الأهلي القاهري وهي الأحداث التي غذاها مع سبق الإصرار والترصد جمهور النادي الأهلي المصري بخروج غير مسبوق على الروح الرياضية. والإنحدار إلى الإسفاف وإعلاء الخطاب العنصري البغيض وممارسة خطاب الكراهية والاستعلاء الوهمي بغية تحويل الملعب إلى ساحة حرب.
لقد إنحدر جمهور الأهلي المصري عشية ذلك اليوم الحزين إلى الدرك الأسفل من العنصرية التي حاربتها ولا زالت تحاربها لوائح وقوانين الرياضة على المستويات المحلية والإقليمية والقارية والدولية.
وعلت الهتافات المسيئة وخطاب الكراهية الحاقدة لتصف لاعبي الهلال وإدارتهم وجماهير الشعب السوداني صناع الحضارات وبناة القيم النبيلة السامية بالعبيد وأولاد الوسخة إلى جانب هتافات قاع المدينة التي يعجز لسان الإنسان السوي ويتعفف عن ذكرها عمومًا وفي هذا الشهر الفضيل على وجه الخصوص.
لقد اتضحت معالم هذه الفضيحة الأخلاقية والسلوك العنصري البغيض وإعلاء شأن خطاب الكراهيه في الأيام التي سبقت المباراة. فقد زرعت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المصرية بذور هذه الفتنة وروجت لها بنفس الشعارات التي رددتهاجماهير الأهلي في الملعب وواضح إنه كانت هناك بروفات على هذه الإساءات وخطة محكمة لشل حركة لاعبي الهلال والطاقم الإداري داخل وخارج الملعب. وعبر الإعتداء الآثم على لاعبي الهلال لفظًا وجسدًا وإعاقة سير البعثة الإدارية والجمهور عبر التهريج المبتذل وقذف قوارير المياه الفارغة في ظل قصور حماية العناصر الأمنية للبعثة والتي ظل البعض من أفرادها يردد نفس الهتافات المسيئة التي إن دلت على شيئ فإنما تدل على خواء فكر أصحابها. لقد ظل إعلام النادي الأهلي يعزف على وتر الكراهية البغيض والعنصرية المدمرة قبل فترة طويلةوكان واضحًا أن هذا الإعلام العنصري المضلل يسعى من ذلك إلى إفساد الرياضة بالعنصرية والكراهية البغيضة.
لقد إستشعر مجلس إدارة نادي الهلال هذه المؤامرة القميئة التي أعد لها بعيدا عن قواعد اللعب النظيف والتي نسفت العلاقات التاريخية الممتدة بين الهلال والأهلي والتي بناها وحرص عليها إداريون يعرفون قيمة مابين الناديين ومن قبل ذلك مابين الشعبين من علاقات توادد وترابط نسجها التاريخ وغذاها نهر النيل العظيم وهو ينحدر من جنوب الوادي مهد الحضارات والقيم السامية إلى الشمال الجغرافي وقام مجلس إدارة نادي الهلال ومن فترة مبكرة بمخاطبة الكاف محذرا من عواقب ما سيحدث مدعماُ ذلك بشواهد كانت واضحة تشير لخطاب الكراهية والعنصرية والإساءات البذئية وطالب الكاف بلعب المباراة خلف الأبواب المغلقة مع توفير الحماية لبعثة الهلال وهو ما رفضه الكاف.
ولأن ما حدث تجاوز الهلال الكيان إلى السودان الشعب العظيم فإننا في مجلس إدارة نادي الهلال لن نألوا جهدًا ولن ندخر وسعًا في رد إعتبار الهلال والسودان بصورة لا لبس فيها ولا غموض. ونناشد ونأمل أن تحذو حذونا الدولة السودانية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب إدانة العنصرية التي تعرض لها الشعب السوداني ممثلًا في فريق الهلال وجمهوره ومطالبتهم بما يرد الإعتبار.
ونود أن نشير في هذا الصدد إلى أننا ومنذ السبت الأول من أبريل وهو اليوم الأكثر حزنًا في تاريخ كرة القدم على الإطلاق قد شرعنا في رد إعتبار الهلال والسودان. وفنحنا قنوات الاتصال مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وسنقدم إليه الشكوى التي يعكف على صياغتها خبير قانوني ضليع ومن فطاحلة خبراء القوانين الرياضية على مستوى العالم بالإضافة إلى محامي الهلال بلوزان. لقد تمت ترجمة كل هذه الألفاظ النابية والهتافات الساقطة التي تعكس خواء فكر ومستوى جهل من رددوها وتم توثيقها بكل اللغات وستكون في الساعات القليلة القادمة على طاولة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي (الفيفا).
ولأن مسألة أن تعير شخصًا بلونه أو بسماته ووصفه بالعبودية لاتقف عند حد السودان وتشمل كل القارة الإفريقية دون استثناء فإننا على تواصل مع الأندية الإفريقية المحترمة التي تشارك في بطولة الأندية الأبطال والكونفدرالية وسنفيدها كتابة وعبر زيارات مكوكية وبلغاتها المختلفه برأي جمهور الأهلي العنصري في إفريقيا وأهلها وأنديتها. إن العنصرية لدي الفيفا جريمة تستحق العقوبات المغلظة ولا تسامح معها ولا تعايش لأنها تهدم الأساس المتين لكرة القدم التي خلقت لتجمع لا لتفرق. ولم ولن تتردد الفيفا في فرض أقسي وأقصي العقوبات على مرتكبي هذا الجرم البشع والشنيع. وستصلها الشكوى المدعومة بالفيديوهات والأدلة والبراهين القاطعة.
إنه لمن المؤسف أن يكرر جمهور الأهلي بشاعة ما إرتكب من فظائع عنصرية عام 2018م أمام فريق الحرية الغيني مما أدى إلى فرض عقوبة مالية على النادي الأهلي مع عقوبة اللعب بدون جمهور لمباراتين مع وقف التنفيذ. وأهم ماورد في تلك العقوبة هو حث النادي الأهلي على رفع وعي جمهوره المنفلت بمآلات الخطاب العنصري وإعلاء قيم الكراهية.ولكن ومن قرائن الأحوال يبدو أن هذا الجمهور ينطبق عليه البيت القائل(بذلت لهم النصح بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد) والذين هم بهذا الغل والحقد لن يستبينوا النصح أبدا.
نطمئن جماهير الهلال العظيم وجماهير الشعب السوداني عامة بأن علاقتنا بالنادي الأهلي المصري لم تعد كما كانت ولن يغمض لنا جفن حتى نسترد حق الهلال والشعب السوداني كاملأ غير منقوص بالسعي إلى فرض عقوبات مغلظة على الأهلي وجماهيره.
لقد انتهت مباراة كرة القدم ولكن البذاءة والإساءة والوقاحة لن ينتهي أمرها إلا بإسترداد الحقوق كاملة غير منقوصة. فنحن عبوديتنا خالصه لله رب العالمين ونحن الأكرمون طالما كان الأكرم عند الله هو الأتقى وقديمًا قيل (إذًا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل.) والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.