الإبداع والابتكار: كيف ولماذا؟
معنى الإبداع:
من التعريفات التي وضعت للإبداع، انه التميز في العمل و العطاء و وانجاز أعمال تعد إضافة و تطوير للموجود ينتفع بها الناس وتساعد على النمو و الارتقاء.
معنى الابتكار:
الابتكار هو عملية خلق فكرة جديدة، او منتج جديد او تيكنولوجيا مبتكرة … فهو إذن خطوة متقدمة جدا لعملية الإبداع.
المبتكر لابد ان تكون لديه ملكة الإبداع والتخيل و التفكير وحب التغيير للأفضل.
وكلاهما أي المبدع و المبتكر يحتاجان للتشجيع والتحفيز المادي و المعنوي من أجل الوصول للهدف المنشود.
الإبداع والابتكار، كيف؟
احيانا يراودنا حلم ان نكون مبدعين أو مبتكرين في مجال ما .فني اقتصادي، ثقافي…. لكنا لا نعرف كيف أو نصطدم بمعوقات كثيرة تجعلنا نفقد الأمل..
الفكرة أو الحلم هما اول الطريق زائد الخيال. ثم التأمل و التفكر في جدوى المادة الإبداعية او المبتكرة. وهذه لا يمكن ان تتضح الا بوجود رؤية أو هدف معين. والهدف بدوره تمليه عوامل اخرى موضوعية وهي ” الحاجة ” . لهذا لا يجب تجاوز ” الحاجة ” عندما نكون بحاجة لاي وسيلة أو فكرة تسهل علينا اعمالتا وتطلعاتنا وحياتنا. علينا ان نتوقف و نمعن التفكير . ونطلق العنان لافكارنا و خيالنا حتى تصل لما نراه حلا فنطرحه للتجربة. وأهم شيء أن لا نتوقف عن المحاولة ، فالمحاولة هي طريق النجاح ، اما التوقف عن المحاولة فهو الفشل بعينه.
الإبداع والابتكار، لماذا ؟
عندما نتحصل على ذلك المبدع أو المبتكر، صاحب الأفكار الخلاقة و الرؤية الصائبة المتحفز للعمل والمتطلع للتغيير .فهذا يعتبر ثروة لابد من استثمارها بالشكل المناسب وذلك بالتشجيع المادي و المعنوي الراشد و الواعي حتى لا تهذر الجهود سدى. لان الغرض من هذا التشجيع و التحفيز. هو الخروج بأفكار او منتوجات تساهم في الرفع من مستوى العيش و الرقي بالحياة الإنسانية ماديا وأخلاقيا ايضا .
عملية التحفيز و التشجيع المادي والمعنوي والتي تكون غالبا على عاتق منظمات او مؤسسات أو احيانا أفرادا. هي اخطر واهم مرحلة. اذ هي المحطة الأخيرة التي تمكننا من الاستفادة من الأفكار و الإبداعات الإنسانية. لذا فإنها تحمل امانة اخلاقية وانسانية عظمى .
هناك حكاية طريفة بتراثنا العربي، عن حادثة قيل انها حصلت بين يدي الخليفة عمر بن الخطاب . حين حضر الى مجلسه رجل وهو يحمل اختراعا ، عبارة عن آلة خشبية عجيبة. صنعت بمهارة عالية ، قال الرجل انها كلفته الكثير من الجهد والمال. فاستحسن الخليفة شكلها و هنأه على الاختراع العجيب. لكنه بادره بالسؤال: كيف يمكننا الانتفاع منها ؟ .. فاحتار الرجل وتمتم بكلمات توشي بأنها لا تصلح لشيئ ! . حينئذ أمر الخطاب للرجل بمكافئة ١٠٠ دينار مقابل تحمله عبئ التفكير والجهد و الاجتهاد . و ١٠٠ جلدة جزاء إهدار الوقت والمال والجهد و الاجتهاد دون أن يستفيد منه الناس بأية منفعة..
الحكمة من الحكاية ان الاجتهاد و الابتكار والخلق والإبداع مطلوب. لكن لابد أن يقترن بمنفعة فهو ليس مطلوبا لذاته وإنما لما ينتج عنه من منفعة للناس.
ونحن نقترب من الانطلاقة الرسمية للشبكة العربية للإبداع والابتكار. لابد أن نضع صوب أعيننا كرؤساء و مسؤولين و أعضاء.. الأمانة الجسيمة التي تقع على عاتقنا جميعا..
أمانة تشجيع و تحفيز وحضانة كل إبداع او ابتكار ينفع الناس و يجمل حياتهم ويرقى بها للأفضل.
وفقنا الله جميعا لما بنفع الإنسانية.
نزهة الإدريسي/ المملكة المغربية
[email protected]