أحمد رفعت – يكتب من : مصر القاهرة
أصدر الإرهابي عمر التلمساني كتابه “قال الناس ولم أقل في حكم عبد الناصر”، وربما لن يصدق الكثيرين أن الكتاب تجميعا لما نشر في الصحف المصرية وقتها في السبعينيات كاملة، ولذلك سيصاب الشرفاء بالصدمة أن ما كتب ضد الزعيم جمال عبد الناصر في عقد كامل بالصحف القومية وحدها يشكل كتابًا كاملًا من الٱفتراء والكذب والٱفك والزور والبهتان بل البذاءة والانحطاط، بلغت حد المطالبة بهدم السد العالي.
وبما لم يحدث ضد حاكم واحد في العالم قاد بلاده إلى التحرر من الاحتلال الأجنبي وأسس لها نظامها الجمهوري، وأقر أسس المساواة والعدل الاجتماعي وتكافؤ الفرص ليكون من حق أبناء البسطاء الوصول إلي قمة الهرم الاجتماعي طالما يمتلكون شروطه وأعاد للفلاح أرضه وللبلد قناتها وشيد لها سدها الكبير، ومعه أكبر قلعة صناعية في العالم الثالث! القارئ سيصاب بالصدمة خلاف الدهشة عندما يعرف أن كتاب الإرهابي المذكور كان الجزء الأول له!
نتأمل مشهد الجنازة.. لم تتم في اليوم التالي للرحيل وبالتالي كانت قد ذهبت الصدمة العاطفية كما يقولون.. أربعة أيام تالية تكفي ليستوعب الناس ما جري.. والسؤال: تلك الملايين التي احتلت حتى أسلاك الكهرباء العارية المرتفعة عن الأرض بعشرات الأمتار والموت منها غالب.
والآخرون ممن تركوا بيوتهم وفيهم العاجز والمريض وزحفوا بكل طرق الزخف إلى القاهرة بما فيها السير على الأقدام كما حدث من أهالي بني سويف علي بعد مائة وعشرون كيلو مترًا.. ذلك الطوفان البشري وبحور الدموع كيف تخرج لوداع ديكتاتور بكل هذا السوء في كتاب الإرهابي المجرم التلمساني نقلا عن كتبة السلطة الجديدة كٱثبات حضور في العهد الجديد وقتها !
وإذا كانت دولة الستينيات قد جهزت الملايين بعد التنحي كما كذب التلمساني وجماعته فمن أتي بتلك الملايين بعد التنحي بسنوات والرجل في رحاب ربه ومعها جنازة في كل قرية وكل مدينة وكل دوار عمودية وكل محافظة.. بل وكل مدن العرب وأغلب مدن العالم خاصة الثالث في أسيا وأفريقيا؟!
وإذا كانت الجنازة عاطفية فلماذا بقيت صورة الزعيم عند أغلب بيوت المصريين وجزء من جهاز العروس في بعض البلدان العربية؟! ولماذا حملوا صوره من جديد في تظاهرات الأعوام 71 و72 و77؟ ثم في 2011 و2013؟!
خيب الله التلمساني وكتابه.. وكل كتب وخطب وشرائط جماعته المجرمة وكل “كتبة ” السلطة ممن تعاونوا معهم ورحم الله الزعيم الخالد وقد رحل مثل هذا اليوم الذي وافق 27 من رجب 1390 هجرية وكانت ليلة الإسراء والمعراج معززا مكرما علي سريره في بيته وكانت آخر كلماته ” أنا كدة ارتحت والحمد لله” ثم بكته الملايين.. ولم يزالوا!
.
المصدر:فيتو.
حفظ الله مصر