الباحثة يوكسل ترزى باشى تكتب.. العنف الأسري سبب في تفكك الاسرة والمجتمع
العنف الأسري من أهم الأمراض التي تهدد الأسرة بانهيارها، ويقصد بالعنف الأسري إلحاق الأذى بأحد أفراد الأسرة باستخدام القوة المادية أو المعنوية وقد يشمل العنف ضد الأطفال أو ضد الزوجة أو الزوج وقد يكون عنف جسدي أو اجتماعي أو لفظي أو اجتماعي.
والتفكك الأسري موضوع مهم وحساس للغاية حيث تعاني منها الكثير من الأسر في المجتمع في جميع بلدان العالم، فالتفكك الأسري يعني انه فشل أحد أو أكثر من أفراد الأسرة في القيام بواجباتها مما يؤدي إلى ضعف العلاقات وحدوث الصراع بين أفرادها.
ولغرض الوقوف على تفكك الأسرة علينا أن نبحث عن أسباب العنف الأسري كأن تكون أسباب شخصية أو أسباب اقتصادية أو اجتماعية، ومن ثم معالجة تلك الأسباب لغرض حماية الأسرة من التفكك والانهيار.
فالأسباب الشخصية أو الذاتية يمكن حصرها في الأسباب الفسيولوجية أو تعاطي الكحول والمخدرات التي تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان والذي يكون سبباً في فقدان السيطرة على النفس ويكون أكثر عرضاً إلى العنف من الإنسان الطبيعي، أيضا مستوى الذكاء له علاقة كبيرة باستقرار الأسرة وظهور المشكلات أو تجنبها، والصحة النفسية لها تأثير على العلاقة الأسرية سواء بين الزوجين أو بينهما وبين الأبناء وان كانت الصحة النفسية سيئة يكون التأثير سيئاً.
أما العامل الاقتصادي مثل الفقر والبطالة سبباً في الأزمات الأسرية فنقص الموارد المالية يخلق شعوراً بالقلق والخوف بسبب تدني المستوى الاقتصادي فتضطر الأم في أحيات كثيرة إلى مزاولة العمل طوال اليوم وإهمال تربية أبنائها، وكذلك المستوى الاقتصادي يكون من أسباب تشرد الأطفال ومزاولة التسول وترك مدارسهم أو بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي قد يكون مكان سكن العائلة ذات مساحة صغيرة والذي يؤدي إلى معانات وصراعات بين أفراد الأسرة.
وأخيراً الأسباب الاجتماعية، فالعادات والتقاليد الموجودة في المجتمع والتي تتطلب من الرجل أن يكون قوياً ويتصف بالرجولة وإلا فهو ساقط من عداد الرجال، ومن ناحية أخرى غياب دور الاباء كأن يكون متوفياً أو مسجوناً أو مشغولاً أو مريضاً لا يستطيع تربية الأبناء فهذا يكون سبباً في انحراف الأبناء، ومن الأسباب الاجتماعية أيضا مشاجرة الزوجين أمام الأبناء حيث يؤثر ذلك على أبنائهم مستقبلاً، أو التفرقة الظاهرة بين الأبناء من قبل الوالدين فمن شأنه أن يرع الحقد والكراهية والذي يؤدي إلى تصاعد العنف داخل الأسرة، أما التنشئة الأسرية الغير السليمة كالقوة الزائدة أو اللين الزائد في معاملة الأبناء وتضارب سياسة الوالدين في تربية الأطفال كل ذلك يؤدي إلى تصاعد العنف لدى الأبناء مستقبلاً.
من اجل بناء أسرة متينة وقوية هناك العديد من الوسائل التي تساهم بشكل كبير في علاج مشكلة التفكك الأسري منه : –
1- بناء الأسرة على أسس صحيحة ومتينة بتمسكها بالتعاليم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة.
2- أن يكون العلاقة الزوجية قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم.
3- قيام الأم بتنشئة أولادها تنشئة صحيحة ذلك بتوجيههم وتقديم النصائح لإبعادهم عن الانحراف الأخلاقي والفشل الدراسي ونشر المحبة بين أبنائها.
4- عدم مشاهدة الأبناء مشاجرة الوالدين.
5- عدم التدخل في حياة الزوجين من قبل أهل الزوجين.
6- دور الإرشاد التربوي في المدارس مهم والذي يعمل على تلمس مشاكل الطلاب وحلها بالتواصل مع الوالدين الذين يكونان سبب المشكلة.
7- المؤسسات الخيرية والثقافية تكون عاملاً أساسياً يسهم في علاج التفكك الأسري من خلال الندوات التوعوية والإرشادية أو تقديم المساعدات المالية.
8- لوسائل الإعلام دور عظيم لنشر ثقافة اللاعنف.
9- المؤسسات الصحية يجب أن توفر برامج خاصة لصحة الأسرة الجسدية والنفسية.
10- وضع القوانين والتشريعات التي تحافظ على تماسك الأسرة وتقوية بنيانها ومناهضة العنف الأسري.
وختاماً الأسرة هي نواة المجتمع ودورها عظيم والحفاظ عليها من التفكك فإذا استقامت واستقام أفرادها وصَلُحوا صَلُحَ المجتمع بأكمله، وإذا فسدوا فسد المجتمع وانهار وتفكك.
أتمنى لجميع أسرنا الهدوء والسلام العائلي والمحبة والتألق.
بقلم الباحثة يوكسل ترزى باشى
رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية