الباحثة يوكسل مصطفى كمال ترزى باشى تكتب.. الأسرة ودورها في مراحل الطفولة
الباحثة يوكسل مصطفى كمال ترزى باشى
رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية
الفترة الأولية من عمر الإنسان والتي تمتد منذ الولادة إلى سن المراهقة تسمى بمرحلة الطفولة، وهذه المرحلة من أطول مراحل العمر والتي يتمتع فيها الأطفال باللعب والتعليم، وتقسم هذه المرحلة إلى عدد من المراحل مرحلة الطفولة المبكرة تمتد من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات فهي فترة اللعب، ومرحلة الطفولة المتوسطة وتمتد من عمر ست إلى اثنا عشر سنة فهي فترة المدرسة، ومرحلة الطفولة المتأخرة مرحلة قبل المراهقة أي الفترة التي تتهيأ فيها الإنسان للوصول إلى البلوغ الجسدي.
لفترة الطفولة أهمية كبيرة في اكتساب العادات والتقاليد والقيم والأخلاق فلو اكتسب الإنسان من العادات الجيدة والأخلاق الرفيعة سيشّب عليها ويفيد المجتمع، وان اكتسب العادات والأخلاق السيئة سيكون ذلك الإنسان عالة على المجتمع في كبره لكن بإمكانه أن يعدّل اعوجاجه الذي نشأ عليه وذلك بالإرادة والعزيمة والإصرار.
تلعب الأسرة دوراً مهماً في حياة الطفل وتكوين شخصيته ومستقبله فهي إما أن تسهم في تنمية وتطوير شخصيته أو تسهم في تحطيمها من خلال عدم تقديرها لمواهبه وقدراته وإبداعاته، فدع طفلك يعيش عالمه الخاص به ويستمتع بطفولته واتركه يلعب، يسأل، يتعلم ويقلد فلا تستصغر من شأنه ولاتحط من مهاراته وقدراته، دعه يلعب ولا تمنعه من اللعب بحجة الحفاظ على سلامته، فاللعب من إحدى الوسائل التي ينمو من خلالها إبداعه ووفر له المواد اللازمة مثل الورق وأقلام التلوين والصلصال لعمل طائرة ورقية مثلاً ولعباً أخرى كثيرة حتى وان كان تافها عليك تشجيعه، اتركه يخرب الأشياء ولكن تحت رعايتك لكي يستكشف الأشياء الجديدة، دعه يجازف دون النظر عن مدى النجاح الذي يحرزه من تلك المجازفة فهذا يحثه على بذل الجهد في سبيل نجاحه، دعه يمارس هواياته وزوده بالأدوات اللازمة لتنمية قدراته وشجعه على التجربة وشاركه في تجربته فالطفل يتعلم الكثير بطريق التجربة والفشل وشجعه أن يجرب وان فشل يعيد التجربة إلى أن ينجح، علمه الإصرار والعزيمة، دع طفلك يستمتع بالتقليد ونسج الخيال قد يكون ذلك سبب يدفعه إلى الإبداع والانجاز، دعه يرسم واهتم برسوماته وقل ملاحظاتك عليها وشجعه على الاستمرار بالرسم وشجعه على المشاركة في المعارض التي تقيمها مدرسته وأحفظ تلك الرسومات كأن تعلقها في جدار غرفته أو في زاوية مميزة من جدران المنزل.
أخيرا دع طفلك يعيش طفولته حيثما يريد ولكن تحتو رعايتك، فالمجتمع بحاجة إلى تلك الأطفال الموهوبين والمبدعين فهم مستقبل الغد المشرق.