الـحـبُّ أعـمـى والـصـبابةُ تـبـصرُ
والـقـلب يـهـوى مــا يـراهُ ويـبسرُ
والـلـيـلُ يــشـدو لـلـسنينِ مــودَّةً
والـصـبحُ يـبـدو بـالـحنينِ ويـدبرُ
عــشـقٌ تــولّـى بـالـفؤادِ جـوانـحاً
والـشوقُ لا يـخفى عـليك ويظهرُ
سـكـنتْ بـقـلبي زهــرة وتـأبّـطتْ
رئـــةَ الـحـيـاةِ وبـالـحـنايا تــزفـرُ
مِـنْ حُـسنها رقـصَ الـبديعُ صبابةً
والـبدرُ مـن خـجلٍ يـغيبُ ويظهرُ
حُــوريّـةُ والـكـحلُ فــي أجـفـانِها
يـغـشى لـيالِ الـمغرمين ويـسحر
شـرقـية شـقـراء أمـسـى حـسـنها
مــشـكـاة نــــور لـلـمـحبَّةِ تـنـشـر
تـخـتالُ فــي ثــوبِ الـدلالِ كـأنّها
أرجـــوزةً فـــي لـحـنُـها تـتـبـخترُ
وتـشبُّ نـارَ الـعشقِ في معشوقِها
حـيـناً فـتـجمع خـاطـري وتـبـعثرُ
وتراقصُ الأشجانَ حيث توسّدتْ
قــلــبـاً يــهـيـمُ ولــهـفـةً تـتـفـجـرُ
والـفرق مـا بـيني وبـين حـبيبتي
فــرقُ الـسـنينِ وكــل يــومٍ يـكبر
والوصل منها يستحيل فكيف لي
قـطف الـزهور وغـصنها لـم يـثمر
وكـيـف إن جــاء الـقـضاء ولـفني
مــوتٌ وبـالأكـفانِ قــلـبي يـقـبــرُ
لا والــذي خـلـق الـوجود ومـا بـه
مـــا كــان مـثـلي لـلـحبيبة يـقـهرُ
ولــهـا دعـــوت الله كـــل سـعـادة
وسـعـادتي مـنـها تـفـيض وتـمطر
ولـها الـعهود الـماضيات من الوفا
أن الــفــؤاد لـغـيـرها لـــن يـنـظـرُ
حــتــى إذا كـــان الـلـقـاء بـجـنّـةٍ
سـأعـيش فــي نــارٍ بـقلبي تـسعرُ