بعد إصابتي بالجلطة الدماغية بالمخ ، كان لزاماً عليا أن تستوقفني بعض المحطات الرئيسية في تناول بعض الشخصيات في حياتي سواء بالايجاب أو السلب ، ولكنني دائماً وأبدا يغلب على طبعي استثمار كل علاقاتي الشخصية وتحويلها من سلبي إلي ايجابي ، لا سيما بعد المرور بتلك المرحلة الحرجة من حياتي ، فسرعان ما استثمر كل حرف وكلمة وجملة مرت في حياتي الاستثمار المناسب ، لأن كل ماض ، لايعود ولا يعوض ، قد يكون كلامي ليس للعامة ، لكنه للمقربين مني جداً ، و اللبيب بالاشارة يفهم ، ينقسم الناس في حياتي قسمان ، قسم ظن أنني في تعداد الموتى منذ أكثر من خمس سنوات ويتعامل معي من هذا المنطلق ، فجزاه الله خيراً ، أراح و استراح ، فهو إنسان واضح ذو موقف محدد منذ تلك الأزمة الصحية ، و آخر تتلمذ على يدي وأمن بما لدي و ثابت على موقفه وينتظر مني المزيد وأنا لها ما دام في العمر بقية ، لم تحنني الظروف قط ، ولم ولن نركع إلا لله ، و لا ينتابني هم ولا حزن بفضل الله تعالى ، فبمجرد وجود نفس داخل ونفس خارج فذاك يكفني ، لكي أقول واؤمن بما أقول وأفعل ، أنني ما زلت حيا ولدي ما أقدمه لنفسي و أسرتي و مجتمعي وللعالم أجمع ، ” لا يأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس ” ، كثير مثل تلك العبارات الحماسية ، تظهر أمام ناظري ، فانتبه وأكمل على بركة الله ، ” تفاءلوا بالخير تجدوه ” ، ” القناعة كنز لا يفنى ” ، ” الرضا لمن يرضى ” ، كل تلك الكلمات و تلك الجمل و هذه العبارات المحفزة ، لا يفهمها إلا من رسخت في قلبه وعقله ووجدانه ، اصطبر و انصت واستمتع بكل ما هو آت ، واستثمر وقتك ومجهودك وعلاقاتك بما يرضى الله تعالى ، وكن مع الله ولا تبالى ، فلن تستطيع إرضاء البشر ، فقط قد يرضى عنك رب البشر ، و هذا يكفيك ، ” أخيراً وليس آخرا ، استمتع بكل لحظة بحياتك بما يرضى الله تعالى ، وعش سعيداً بما تبقى لك في حياتك ، بكل ما يفرحك رغم كل التحديات ، والأهم دوما “