الدكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي يكتب..صراعات كامنة
في داخلنا هناك صراعات شتى وما من منا ليس في داخله مثل هذه الصراعات، أحيانا تكون كامنة وأحيانا نحاول بمطلق إرادتنا أن ننساها أو نتناساها أو نحاول تغييبها عن ساحة تفكيرنا ولو مؤقتا ولبعض هذه الصراعات طاقات إيجابية وللبعض منها طاقات سلبية، وجميعها كامنة تتحين الفرصة السانحة أو أننا نحن بمحض إرادتنا نسمح لها أن تندفع خارجة من مكمنها، وهذا يتجلى واضحا في بعض الأحيان عندما نستيقظ من النوم إثر رؤيتنا لحلم جميل أو كابوس مخيف ونكون في حالة عدم استقرار فتأخذنا حالة من التفكير رغم إرادتنا بسبب الصراع الدائر بين الطاقات الإيجابية والطاقات السلبية وغالبا ما يكون الصراع لصالح الطاقات السلبية حيث أن لديها القدرة على السيطرة على ساحة واسعة من تفكير الإنسان بسبب استيقاظ العقل الباطن ومد العقل الواعي بكل مخزوناته الموجودة في الذاكرة الكامنة فيه ويتضح ذلك على وجه الخصوص إن كنا نمر بحالة ما اقتصادية أو اجتماعية… إلخ. ولذلك قد تؤثر هذه الحالات على قدرتنا في اتخاذ القرارات الصائبة، ولدى حدوث ذلك فعلى الفور وعقب الاستيقاظ من النوم البقاء برهة من الوقت بحالة استرخاء مع التنفس بشكل عميق من الأنف فقط وليس من الأنف والفم، نبتعد خلالها عن التفكير بأي أمر من الأمور الحياتية مطلقا مهما كان، وبعد أن نستعيد الوعي الكامل نحاول أن نستجمع القلب والعقل معا ونوجد صلة بينهما عن طريق عقل القلب، نحاول فيها استرجاع كل ما في جعبتنا وما اختزنه عقلنا الباطن من سلبيات شتى ونعرضها عل العقل ليحللها بشكل منطقي كي يوجد المبررات الإيجابية لها ومن ثم نضعها في لب القلب لينظفها من كل شائكة سلبية ويتقبلها برضى وبذلك نستقوي بالطاقة الإيجابية العقلية والقلبية على الطاقة السلبية، نعمد بعدها على محاولة استبعادها نهائيا من ساحة العقل الباطن ومحوها من ذاكرته بأن نتجاهلها كليا ونضع مكانها الوجه الآخر الايجابي الذي اتفق عليه العقل الواعي والقلب وبذلك نكون قد أخلينا الساحة كليا للطاقة الإيجابية التي سوف تأخذنا إلى عالم من السعادة والفرح والهدوء والطمأنينة الذي يفتح لنا طريق إيجاد كل الحلول الناجعة لأية مشكلة مستعصية والحل أو الابتكار والتفوق وانجاز الكثير من الطموح ، طبعا قد لا يكون من السهل الوصول إلى هذه الحالة دفعة واحدة أو من أول مرة فقد نحتاج إلى تكرارها عدة مرات مع التصميم واستجماع العقل والقلب معا ووضع الأمل والثقة بالله