الدكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي يكتب..نطقت لوحتي
نطقت وتحدثت، في مرسمي لوحة من الخيال أبدعتها، فتاة أحلامي جعلتها، ومن مشاعري وأحاسيسي جعلت الوانها، وفي الزوايا والأركان نثرتها، كونتها سمراء وبيضاء ومن الوان قوس قوح شكلتها، غجرية العينين كانت ومن سودها وزرقتها تلألأ بياض عينها، ومن جمال حواري البحر أعطيتها، شكلت لها سلم الحان وعلى قصيد أشعاري راقصتها كراقصة باليه ومن الشرقي والأعجمي تمايلت حتى تسامق عودها، أحلامي كانت هي وجلت العالم بها وبكل اللغات غازلتها ، بها كل النساء اجتمعت فأخذت منهن مفاتن جمالها، قصائدي كانت لها والوصف الجميل اعلي به شانها. تبتسم فرحت وطربا حتى خلت أني أنا خيالها. تحركت همست تكلمت وبأم العين رايتها، حوريتي، ريحانة حوراء بالأناقة تزهو بكلل جمالها، تتهادى كموج البحر مسترسلة رقراقة مقمرة كوجه البدر نورها، شدتني اليها كذي جنة وأخذت بي السبل حالها، تبعتها كظلها مستترا كالريح تتبعه السفن حتى إذا جاوزت منعطفا أخذت مستمسكا بطرف جلبابها، استحلفتها بالله أن تتمهل في سيرها، فقالت ويحك ياهذا بك هبل ام مسك من الجن طائف فأصبحت تحلق في فلكها، فقلت لا والله لا هذا ولا ذاك ولا ذاك ولكنك في غرفتي تركتك تزينين جدرانها، ومن فمك كنت أسمع قصائدي وتتغنين بأجمل الحانها، فقالت ويحك يا هذا اكنت تعرفني أم لم تكن تعرف الخجل وقد طار صوابها، نظرت اليها متوسما وتسارع خافقي الرأفة واللطف يسالها، تبسمت حتى بد من اللآلئ بياضها، وقالت اسمع يا فتى أنا لست لوحة من خيالك رسمتها، أنا حورية وقد خالك انك رايتها، أين أنت مني وانا شمس سطعت بنورها، وانا لليالي قمر ليلها، تبسمت ووضح نور وجهها، قالت قصتي سأبوح لك بسرها، صورتي هي لوحاتك في مرسمك زينتها، وأشعارك في أذني صدى لحنها، في كل ليلة كنت تزورني والقصائد في صدري خبأتها، في قلبي قبل سمعتها، إلى مرسمك خذني أجول به ففيه بغية نفسي وحلامها ولا تبخل علي بأغنية ارقص على شدو الحانها، في الصباح اشدو بها وبالليل ارقص على انغامها، تعال نجسد الحب معا وبعد اليوم لن نفترق وسنعيش من الحياة اجمل أيامها، نطقت لوحتي وغنت من الألحان أجمل انغامها.
الدكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي