الدكتور محمد علي الطوبجي يكتب..العون الإغاثي الضروري للمغرب
من واقع المشاهد المروعة المنقولة إلينا عبر شاشات الفضائيات ، لا يسعني إلا أن أقول أن كارثة زلزال المغرب هي كارثة حقيقية بكل معني الكلمة ، كارثة انسانية وعمرانية واقتصادية ومجتمعية مكتملة الأركان.المغرب دولة صغيرة ، والتعامل مع كارثة أو مع نكبة بهذا الحجم الهائل من الدمار ، يتطلب بالضرورة إمكانيات مالية وجهود فنية داعمة لها في محنتها الراهنة ، تفوق كثيرا قدرتها علي توفيرها بالسرعة المنشودة وبالزخم المطلوب.. ويكفي أن أذكر هنا أن عدد المسعفين وعمال الإنقاذ الذين وفدوا إلى تركيا من شتي دول العالم لدعم جهود الانقاذ فيها خلال كارثة الزلزال الذي ضربها منذ فترة، فاق المائة الف عنصر بحسب ما تم الاعلان عنه رسميا وقتها ، فضلا عن الجسر الجوي الضخم الذي كان يصل إلى مطارات تركيا علي مدار الساعة يحمل كل أشكال المعَونات والمساعدات الاغاثية والطبية والغذائية ، ومعدات الانقاذ… كان العالم كله هناك يدعم ويساعد ويتضامن بالافعال وليس بالأقوال .. وهو ما لم نري مثيلا له أو حتى بعض منه في كارثة زلزال المغرب رغم فداحتها وتفاقم خسائرها خلافا لما بدا عليه الحال في البداية…وعموما، فإن الصورة لم تتضح كاملة بعد حتى يتسني الحكم عليها بواقعية أكثر..
من هنا، فإنه يبقى على الآخرين تقديم العون الإغاثي الضروري للمغرب ، وأتصور أن تكون دول الخليج العربية النفطية الثرية في مقدمة المانحين الدوليين ، فهي تملك من وفرة الاموال وسعة الامكانات ما لا يملكه غيرها ، ولعلها تبادر إلى ذلك ولا تتردد فيه ، فليس أكثر ايلاما للمشاعر الانسانية من أن تجد هذه الاعداد الهائلة من البشر وقد أصبحوا مشردين بعد أن فقدوا السكن والماوي.. وإذا لم تكن هذه هي لحظة تقديم العون الانساني الضروري لهم، فمتي تكون ؟
دكتور/محمد علي الطوبجي