الدكتور وليد محمد وهبه يكتب..هل بيموت الإنسان؟
هل بيموت الإنسان؟؟
طبعا نعم ، ولكن بالنسبة للأفاتار لا!!!
كان الأصل العام إن الإنسان يخرج عن تقسيمات الحقوق و المقسمة إلى أشياء و أموال و الأشياء مادية ومعنوية و الأموال منقول وعقار وبالتالى يخرج الإنسال عن دائرة الحقوق المالية لكن إستخدام الذكاء الإصطناعى حينما أستبدل الإنسان فى صناعة شخصية إفتراضية تقوم بعمل إذاعى او إعلانى معين تشبه فى صفاتها الإنسان من صوت و صورة وتعبيرات وأفكار و حركة.
مما أدخل مفهوم جديد فى توصيف إستغلال الحقوق حيث كان القانون رقم 82 لسنة2002 يحمى حقوق الاداء و التى كانت بتستغل من قبل الشركات المعلنة عن طريق فديوهات الدعايا و التى كانت بتتم بالإستعانة بأشخاص حقيقيين. أما الان فبيتم تصميم المذيع الألى فى الصورة البشرية و التى قد تتشابة فى الكثير من صفاته بالشخص الطبيعى.
وإتضحت تلك الإشكالية من بعد ظهور ال “avatar” وهو المجسم البشرى الرقمى و الذى بيتم تسجيله من الحساب الشخصى عبر إستخدام الفيس بوك ليشبة صاحب الحساب الأصلى وبيمثله فى الشكل و التعبير و الحركة و الصوت و الافكار وإذا ما حدث تشابه بين هذا avatar و المذيع الألى ينشىء نموذج إعتداء على الحقوق المالية الخاصة بالإنسان ومنها “حق الصورة و حق الصوت و حق الاداء”.
كما ان هذا الأفاتار أصبح القرين الإفتراضى للإنسان و الذى بيمثل دائرة الحقوق المادية و التى يكتسبها الإنسان كما أصبح هذا avatar كيان قانونى مستقل عن شخصية الإنسان الطبيعى حيث يكمن السؤال القانونى و الهام فى هذا الصدد وهو……..
هل الإنسان بيموت؟؟؟؟
طبعا نعم ، ولكن بالنسبة للأفاتار لا
حيث بعد ظهور ظاهرة التحول الرقمى أصبحت كافة التعاملات رقمية الأرصده فى الحسابات البنكية رقمية و الأموال رقمية و كافة الإتصالات بتجرى بصورة رقمية عبر الرسائل الكتابية و الرسائل الصوتية كل هذا بيحصل عليه avatar بصورة سهله و سلسه عبر برنامج الذكاء الإصطناعى لكونه مسجل على الحساب الخاص بالفيس بوك و المفعل عبر الهاتف الذكى المستخدم فبيقوم بتسجيل وحفظ البيانات كامله لدية.
حتى وفاة الإنسان لكى يتفاعل هو ذاتيا و من تلقاء نفسه لما لدية من خاصية الذكاء الإصطناعى ليعيش فى العالم الإفتراضى ويقوم بالإتصال بدائرة المعارف المحيطة بالشخص الطبيعى من زوجة وأقارب وأصدقاء عن طريق التواصل مع “avatar” الخاص بهم.
ويقوم بنقل كافة الاموال فى الحسابات البنكية وتحويلها لعملات إفتراضية ووضعها فى البنوك الرقمية المنشأة بالفعل فى العالم الإفتراضى و ذلك عن طريق معرفته برقم الحساب و رقم كارت الفيزا المسجل و المحفوظ بصورة إلكترونية على الهاتف المحمول.
كما يقوم هذا الأفتار بإستغلال كافة الحقوق المادية و المعنوية المملوكة للخص الطبيعى وينوب عنه فى الإستمرار فى التعاقدات وإمتلاك العقارات و ذلك بعد تحويل نظام التسجيل العقارى لسجلات إلكترونية محفوظ بها بيانات العقار و مستندات ملكيته بصورة رقمية و فك الرهن الخاص بها و المثبت فى سجلان الرهن العاقرى الناشئة بمقتضى القانون رقم 115 لسنة 2015 و تحويل ممتلكات الشركة المملوكة للشخص الطبيعى الى avatar عن طريق السجل التجارى الإلكتروني ونقل تسجيل العلامة التجارية الى عالم “meta”.
ومن ذلك فإن الذكاء الإصطناعى أخرج علينا تحول جزري فى المفاهيم القانونية بداية من عدم إنقضاء الشخصية القانونية و التحول لعالم الرقمنة ثم مبداء عدم التوريث وإلغاء الوصية و أيضا إنتقال الحقوق العينية الأصلية و التبعية للعالم الإفتراضى مما يضع لنا مفهوم قانوني جديد يتعلق بالتعاملات المالية الخاصة بالإنسان و التى يجب أن يجد لها المشرع تنظيم قانونى.
الدكتور/ وليد محمد وهبه
أستاذ القانون التجارى و الملكية الفكرية