معلومة تهمك.. الذهب الأسود
يقدم ” هارموني توب ايجيبت“، تقريرا عن البترول أو ما يسمي الذهب الأسود وذلك ضمن سلسلة معلومة تهمك.
وكلمة بترول باللغة اللاتينية “بترا أوليوم” Petra Oleum و تعني زيت الصخر و هو عبارة عن خليط من عدة زيوت يمكن فصلها بالتقطير، أما كلمة “نفط” فهي كلمة عربية الأصل شائعة في اللغات الأجنبية تحت مسمى نفط Naphte أو نفتا Naphta وهي إحدى المشتقات الخفيفة للبترول، و البترول هو التسمية العامة بمزيج هائل من المواد الهيدروكربونية الطبيعية سائلة كانت أو غازية أو في هيئة أبخرة.
يعود اكتشاف البترول إلى عصري البابليين والفراعنة الأُوَل، غير أنه لم يُستخدَم من مشتقاته سوى “القار” وهو من نواتج البترول الثقيلة، وقد انحصر استخدامه في البناء بديلاً عن الأسمنت ( استخدم كمونة وقت بناء برج بابل)، وفي طلاء حزوز السفن والقوارب لمنع تسرب الماء مما يعرف بجلفطة السفن.
كما استخدم البترول على نطاق ضيق في الإنارة والأغراض الحربية كالنار اليونانية مثلاً، وفي تلك الأزمنة لم يكن البترول يستخرج بالمعنى المفهوم الفعلي للاستخراج، بل كان يتم تجميعه من أماكن خروجه إلى سطح الأرض فقط.
تاريخ الذهب الأسود
و قد عرف الصينيون البترول قبل الميلاد و هم أول من حفر آباراً عميقة ثم أعقبهم الهنود، اختلف أسلوب الاستخراج لدي الصينيين عنه لدى الهنود، فاستخدم الصينيون أنابيب من قصب البامبو و البرونز في الاستخراج و النقل، أما الهنود فقد أدخلوا قطع من الأقمشة إلى قاع البئر لامتصاص البترول، ثم يعصرون الأقمشة للحصول على البترول، فكانت الكميات المستخرجة ضئيلة جداً على الطريقة الهندية، استخدم الهنود زيوت البترول المستخرجة كوقود لنيرانهم.
ومع مطلع العصر الاستعماري نقل الهولنديون بترول الهند على متن زوارقهم لتسويقه بأوروبا.
استمرت محاولات استخراج البترول حتى القرن العاشر عندما أمكن استخراجه بكميات كبيرة في ضواحي مدينة “باكو” الواقعة على ساحل بحر قزوين فكان يتم تصدير أغلبه.
و في العصر الفارسي استخدم المجوس زيت البترول لإيقاد النار المقدسة التي كانوا يخصصونها لفريضة الحج، ولا تزال تلك المنطقة من أهم مواقع إنتاج البترول في العالم حتى اليوم.
وقد ظهر البترول بأمريكا عام ١٦٢٧ حين اكتشف أول ينبوع بترولي غرب نيويورك وأعقبه اكتشاف عدة آبار أخرى بولاية بنسلفانيا.
مما سبق تبين أن طرق استخراج البترول بحفر الآبار، لم تكن معروفة عند بداية ظهوره، إلا أنه مع اتساع استخدامه، بدأ الاهتمام بحفر الآبار.
وفي العام ١٨٥٩ بدأ حفر أول بئر بترولية عميقة في العالم بمدينة تيتوسفيل Titusville بأميركا، بعمق ٢٢ متراً و أعطت إنتاجاً بلغ ٣٠٠٠ لتر يومياً، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت عمليات حفر الآبار واستخراج الزيت و تكريره، صناعة لها كيانها في أميركا و العالم كله، وتهافت العشرات لاستثمار أموالهم وجهودهم في تلك الصناعة الحديثة التي غيرت الوجه الحضاري والاقتصادي خلال فترة وجيزة.
استخدامات الذهب الأسود
ومنذ العصور القديمة عُرِفَ البترول في الاستخدامات الطبية لاسيما في هيئة مرهم خارجي لعلاج الأمراض الجلدية و تساقط الشعر و غيرها من الاستخدامات التي لا تزال رائجةً حتى اليوم.
وفي أواخر القرن الثامن عشر، شاع استخدام البترول في الإضاءة خاصة في إيطاليا حتى أضيئت شوارع مدينة جنوة ليلاً بمصابيح البترول عام ١٨٠٢ ، أما احتلال البترول تلك المكانة المتقدمة بين المواد الأولية، فقد كان منذ حوالي قرن بعد بداية استخدامه بالبلدان الصناعية كمصدر للطاقة بأن راح يحل تدريجياً محل الفحم الحجري في الصناعة وتسيير القطارات وتوليد الكهرباء والتدفئة بالمنازل وغيرها.
الذهب الأسود استثمار العصر
ونتيجة لتطور صناعة الآلات والمحركات ومع ظهور السيارات، أصبح تأمين الوقود البترولي و زيوت التزليقالأسقفية ( التشحيم ) بكميات كبيرة من ضروريات الحياة الصناعية، و بعد الحرب العالمية الثانية اكتسب البترول أهمية إضافية حيث أن زيوت البترول الثقيلة قد حلت محل الفحم بالصناعات الكيميائية لا سيما صناعة البتروكيماويات Petrochemicals.
كما تستخدم المواد الأسفلتية في أعمال رصف أو تعبيد الطرق و أغراض عزل الرطوبة للمنشئات وأعمال أخرى مشابهة. ولايكاد أي قطاع من قطاعات الاقتصاد اليوم يخلو من استخدام البترول أو أحد مشتقاته.