فجأة تصاعدت الأحداث على الساحة الأوكرانية حيث أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها سوف ترسل 14 دبابة من طراز تشالنجر 2 إلى كييف لمساعدة الأوكرانيين في القتال ضد روسيا.
كذلك سوف ترسل قذائف خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب والتي لها القدرة على تدمير الدبابات والمدرعات الحديثة خاصة أن هذه القذائف تستخدم فقط بواسطة الدبابات تشالنجر ولتعريف اليورانيوم المنضب هو منتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم يستخدم في المفاعلات النووية أو الأسلحة خاصة الذخيرة بسبب كثافتها العالية مما يسهل عملية اختراق الدروع للدبابات والعربات المدرعة.
لكن ما الفارق بين هذه القذائف والقذائف التقليدية التي يكون الرأس المتفجر لها مليئا بمواد شديدة الانفجار مهما اختلف هدف القذيفة سواء كان بهدف التفجير ام الاختراق اوالتفجير من الداخل اما اليورانيوم المستخدم في تصنيع الذخيرة المضادة للدروع التي تطلق من الدبابات والطائرات فهي قذائف اليورانيوم المنضب التي يتم استخدامها بطريقتين. الاولى كيمياوية عبر استعمال ما تسمى بالحشوة الجوفاء. وتعني تفريغ رأس المقذوف من المواد شديدة الانفجار مع وضع كمية صغيرة من اليورانيوم المنضب امامها في مخروط من النحاس وقبل ان يلمس المقذوف درع الدبابة تنفجر شحنة المتفجرات ويتحول مخروط النحاس الى تيار سريع ساخن من النحاس المنصهر الذي يذيب الدرع ويخترقه.
هذه العملية تعتمد على توليد طاقة ضغط وحرارة كافية بهدف اختراقه وتدميره. اما الاسلوب الاخر المستعمل في قذائف اليورانيوم المنضب الميكانيكي فهو يستخدم طاقة الحركة للتدمير حيث يقوم بالاصطدام المباشر مع الهدف و يقوم بتحطيم اجزائه الحيوية من الداخل. في هذه الحالة تتم بزيادة سرعة المقذوف وقدرته على التماسك ليستطيع اتمام رحلته داخل الدرع بنجاح من خلال زيادة كمية اليورانيوم المنضب ليكون قادر على النفاذ عبر الدروع. لكن ماذا عن الاثار الصحية لهذه القذائف وهذا امر مهم. في حالة اليورانيوم المنضب لا تستطيع الاشعاعات الصادرة منه اختراق جلد الانسان. لكن الضرر يحدث عند وصول المادة الى داخل الدبابة والي الطاقم عن طريق الاستنشاق او بلع مواد ملوثة باليورانيوم. وهنا تصل هذه المادة لداخل الجسم حيث يصاب الفرد بسرطانات الرئة والدم وغيرها. كما ان اليورانيوم يبقى مستقرا في الرئتين وفي العظام ايضا حتى بعد الوفاة.
من هنا تصاعد الموقف حيث جاءت تصريحات بوتن ان إنجلترا لم تعلن تسليم دبابات تشالنجر فقط إلى أوكرانيا، بل سترسل أيضا قذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب. وأضاف بوتين أنه إذا حدث ذلك ستكون روسيا مضطرة للرد بالأسلوب المناسب وعلى الجانب الآخر نفي وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي وجود أي تصعيد في الحرب الأوكرانية، حيث قال إن الدولة الوحيدة في العالم التي تتحدث عن التهديد النووي دائما هي روسيا ونحن نساعد فقط أوكرانيا. للدفاع عن نفسها، وأضاف أن اليورانيوم المنضب مكون عادي ولا علاقة له بالأسلحة النووية. وأضاف أن الجيش البريطاني يستخدم اليورانيوم المنضب في قذائفه المضادة للدروع منذ عقود.
وعلى الجانب الآخر قال لافروف وزير الخارجية الروسي أن إرسال بريطانيا اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا يعني أن بريطانيا مستعدة لإنتهاك القانون الإنساني الدولي كما حدث في يوغوسلافيا 1999 وعقب المتحدث باسم البنتاجون أن الولايات المتحدة لن ترسل أي ذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا وتقول المصادر أنه سبق استخدام هذا النوع من القذائف التي تحتوي على اليورانيوم المنضب في العراق و البلقان وأدت إلى حدوث تشوهات خلقية كذلك ذكر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2022. أن اليورانيوم المنضب يمثل مصدر قلق بيئي في أوكرانيا.
وكان التصريح الأكثر حدة هو إعلان وزير الدفاع الروسي شويجو ان هذا التصرف من جانب إنجلترا سوف يزيد من التصادم النووي على أرض أوكرانيا، ورغم أن ذلك المصطلح لم يستخدم عسكريا من قبل الا أنه يمكن القول أنه يعني أن روسيا سوف تستخدم القنابل النووية التكتيكية، هذا الأمر الذي سوف يزيد اشتعال الأحداث في المنطقة خاصة أنه سيكون قتال نووي تكتيكي من جانب واحد لان أوكرانيا ليست دولة نووية.
وبتحليل الأحداث نرى أن قلق روسيا يأتي أنها أعلنت أنها سوف تقوم بهجوم شامل في الربيع القادم ضد أوكرانيا وهذا الهجوم سوف يتم تنفيذه بالدبابات من هنا جاء دعم بريطانيا إلى أوكرانيا بهذه الذخائر المضادة للدروع يعني التأثير على العملية الهجومية القادمة لروسيا لاستكمال تدمير القوات الأوكرانية واحتلال مزيد من الأرض لتجبر أوكرانيا على قبول المطالب الروسية. لإيقاف القتال وهي إعلان أوكرانيا أنها ستصبح دولة محايدة مثل سويسرا ولن تحتفظ بجيش نظامي وأنها لن تنضم إلى حلف الناتو أو أي حلف عسكري آخر، وإنها تعترف بأن شبه جزيرة القرم والمقاطعات الأربعة لوهانسييك ودونتسيك وذابورجيا وخيرسون ستصبح أراضي روسية
وعلى الرغم من أن عدد الدبابات البريطانية والتي سترسلها إنجلترا إلى أوكرانيا عدد لايكثر بكثير نسبيا ب14 دبابة أمام روسيا التي لديها اثنا عشر دبابة. إلا أن روسيا سوف تستقبل إرسال إنجلترا هذه الذخائر لكي تصاعد أعمال القتال مستقبلا خاصة بعد رفض الولايات المتحدة العرض المقدم من الصين.12 نقطة للدخول في مفاوضات سلام.
وهناك تحليل آخر أن روسيا قد تستخدم هذا الموضوع ليكون ذريعة لاستخدام القنبلة النووية التكتيكية. لسرعة إنهاء الحرب في أوكرانيا في حالة فشل عملية الهجوم الروسية في الربيع القادم عموما هذا ما سوف تظهره الأيام القادمة على الأراضي الأوكرانية.