لا تسلني من أنا….
أنا من كان عودا
من المسك والعنبر..
ولا تسلني من أين أنا
أنا من بلاد
لبست ثوب حدادها
وخلعت فستانها الأخضر…..
أنا من بلاد كانت كزهرية
شفافة
حوت الورد وكسرت
وليس كل مايكسر يجبر…..
من بلاد داهمها ربيع
مقفر لايزهر……
أنا من عضت على جراحها
خوفا
على خافقها أن يفطر…..
ونستها
وعلمت نفسها أن لاشيء
زاده الإيمان يقهر….
وأن بالصبر
كل الليالي ستزهو وتقمر….
وأن الصعاب لا بد زائلة
وأرض اليأس ستقفر…..
وأن الربيع سيزهر يوما
حتى لو لم تمطر…..
وأن كل سنابل القمح ستمتلئ
رغم الحطام في البيادر….
وانتظرت
ولازلت أنتظر
وعدا لروحي قطعته
بأن الأنتظار
سيثمر….
ويرجع وطني كما أحببته دوما
مليئا بالخير….معمر…..
وأن الذنوب ستغتفر
إذ نحن شعب
يستغفر….
وأن الشمس ستشرق عليه
من جديد وتفخر….
وتعود الطيور إلى أعشاشها
وربيعه لن ينسى
أن يزهر…..
أنتظر أن يحيا اليتيم
ويموت الفقر ….
وتستبرد دموع الثكالى
ودم الشهيد يبقى طاهر….
أنا كل هذا
فلا تستغربني ولا تتحير….
ستجدني يوما ما
إن عاد وطني بفجر جميل
مبشر…….
شاعرة سورية