إبداعات أدبية

الشاعر الكبير أحمدحسن محمد أبو إلياس يكتب .....ميكروباص

ركضٌ يُسَلِّمُ أقْدامًا إلى ركْضِِ
وَكَمْ طريقٍ إلى أشباههِ يُفْضِي
.
وأوجهُ الناس آلاتٌ معطَّلةٌ
صُفَّتْ -بــ«ــﭬـاتْرينَةِ»الأيامِ- للْعرْضِ
.
في الصبحِ نومٌ بمغناطيس رغبته يشد جفنينِ -في بطءٍ- إلى بعضِ
.
ويسحبُ العقلُ بعد الفجرِ أغطيةً أخرى عليه، ويُطْفِي النُّورَ بِالغمضِِ
.
سيارةٌ.. نصفها للناس، نركبها
بأجرةٍ، زمَّرَتْ، فزُّوا على مضِّ
.
والنصف للحيوانات التي اعترضَتْ
فركَّبونا به، بالطول والعرْضِ
.
“ليستْ منظَّفَةً”: صاحَتْ مُوَظَّفَةٌ
فردَّ عُمَّالُ حَفْرٍ: “كلنا مَرْضِيّْ”
.
تشابهَتْ أغنيات السائقين، ولا
ركَّابَ تسمع إلا ضجة الرفْضِ
.
كأنهم رؤسا في دولةٍ لأسى
معوِّضُو نقصِهِمْ في شكلِ مُنْقَضِّ
.
“عَلَى يَمِينِكَ يَا أُسطى..”، “دفعْتَ”، “نَعَمْ”
“مع السلامة”، “شكرًا”، “أَنْزِلُونِي”، “امْضِِ”
.
كأنها نسخة صغرى مطابقَةٌ
من الولادةِ حتى موتنا المقضِي
.
والكونُ مطبعةٌ كبرى تعيدُ لنا طباعَةَ الناس في عزٍّ وفي خفْضِ
.
أجسادنا ورقٌ، حبرُ الظروف -على
سطوره- ماسكُ الآثارِ في النبضِ
.
فالليل والصبحُ تقليبات صفحته
وفقًا لأمزجة القُرَّا.. التي تقضي
.
وبين فتحةِ حرفٍ وانكسارتهِ
يأتي إلى الكون طفلٌ، جدُّهُ يقْضي
.
حتى يكرِّرَ نفسَ النصِّ، يركبُ في
سيارةٍ هيَ يوم الحشر في الأرضِ
.
“موتورُ”ها خشنٌ مثل المراهقِ، في
جسم العجوز التي شُلَّتْ من العُرْضِ
.
لم أدرِ كيف ولكن كلما نظرت
عيني، شعرت بطعم الهتْكِ للعِرْضِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى