أنا العنيد من ركضا أتعب الثرى
أزرى بيَ الدهر ما شهد العمرُ
تلك الأيام غرورا كانت تنعتني
و هل مثليَ مسك ختامه الغدرُ
رضيت وفي بعض الرضى مذلة
للذكرى موعظة و لشخصيَ العذرُ
غدوت بعد حين للندم مقصدا
حسبيَ الإيمان يدمر ما بناه الكفرُ
عدت الى حكم القدر مهابة
لأُشهد الروحَ ما قد ينبئه الفجرُ
فَأَيقَنتُ أَن لا عِز بَعدي لِمتعاليّ
و أَن الأيادي مِمّا عَلِقت بِها صِفرُ
زال لِلأَحلام في مضجعي أفق
و إِلى البهجة ممر يلوح ولا جِسرُ
أظمأت ما عاد يرتَوي النبض أملا
أسغبت و روح الكفاح حللها الذعر
أهلكت بَين الهَزلِ وَالجِد رحلة
فالنفس عداها البَينُ و جفاها النصر
لا بات يغويني بِمفاخره الغِنى
وَلا صار يَثنيني عَنِ الجود الفَقرُ
فأعز الناس من أَعلاهم كرم
وَأَكرَمُ ذوي الأصل زادُهم الخيرُ