قصيدة( بائع الأحلام ) التي تم القاؤها في مؤتمر سفراء الكلمة الأول
_____________
دَعني أخَبِّركَ الحقيقَةَ أنَّني // طِفلٌ وَإن هَرِمَ الزّمانُ وَشابا
دَعني أقُصّ عَلَيكَ بَعضَ رِوايَتي // ما كُنتُ في تَرتيلِها كَذّابا
دَعني أُلَوِّحُ لِلزّمانِ مُوَدّعًا // شَيخًا يَدُقُّ بَكَفِّهِ الأبوابا
قَد كُنتُ أسبَحُ والرّفاقُ تَنَقُّلًا // كَالطّيرِ تَسبَحُ في الفَضا أسرابا
قَد كُنتُ أحتَضِنُ الصّباحَ مُغَرِّدًا // وَأخُطُّ بِالضّحِكاتِ فيهِ كِتابا
قَد كُنتُ مُجتَرِئًا عَلى ما عَدَّهُ // أهلُ الوَقارِ مُقَدَّسًا وَمُهابا
كانَ المَساءُ هَدِيَّةَ الصُّبحِ الذي // يَحوي الجَمالَ وَيَسحَرُ الألبابا
كانَ السّحابُ وَسائِدًا وَمَضاجِعًا // ما كانَ غَيثًا في السّما وَشَرابا
والبَدرُ مِصباحٌ تَلَألأَ نورُهُ // مِثلَ اللُّجَينِ بَريقُهُ ما انسابا
يا بائِعَ الأَحلامِ جِئتُكَ أَبتَغي // فَرَساً تَطيرُ وَمِعطَفاً وسحابا
وَدَعِ الزَّمانَ بِلا حِراكٍ إنّني // لا أبتَغي لِلعالَمينَ إيابا
يا بائِعَ الأحلامِ هَب لي رُفقَتي // أَهلًا إذا ما غُيِّبوا وصِحابا
غابوا فَغابَ عَنِ الحَياةِ نَعيمُها // لَكِنّ حُبًّا في الحَشا ما غابا
واقضِ المَسافاتِ التي مِن شَأنِها // أن تَجعَلَ العَيشَ الرّغيدَ عَذابا
وَدَعِ الصِّبا واللّهوَ بَينَ جَوانِحي // وارفُق بِمَن حَسِبَ اليَقينَ سَرابا