الشعوب وتوحدها خلف قياداتها للنهوض بالاوطان
دكتور / محمد فتحي آل نفادي الباحث في العلاقات الحكوميه و الاتصال السياسي
إن الشعوب السعيده يقودها أبناءها المخلصون بصدق نحو المجد و يتكاتف مواطنوها المخلصين لدفعها نحو الرقي في مناخ تسوده روح المحبة و نكران الذات من أجل تحقيق المصلحه العامه على حساب المصلحه الخاصه …. فأمام مصلحة الوطن تهون تضحية أفراد المجتمع بكل مصالحهم الذاتيه .. و الشعوب التي تسعد بهذه الخصائص الإنسانيه الراقيه تستطيع أن تكون ذاتها و أن تجعل مكانتها عاليه و أن تحافظ على كرامتها و بالتالي تتمكن من فرض وجودها في المجتمع العالمي بما يتحقق من إنجازات رائعه على أرض الواقع تواكب طموحاتها في التقدم و ينعكس ذلك ايجابيا على واقعها فيضعها في موكب الشعوب السائره نحو التطور و بناء الحضاره و يكون ذلك بتوحد و تضافر الشعوب مع قياداتها للنهوض و الرقي بالاوطان في شتى المجالات .
و من عوامل النهوض بالاوطان و الرقي بها :
١) الارتقاء بالنفس : فمن يريد أن يساهم في النهوض بوطنه و شعبه عليه أن يبدأ في إصلاح نفسه و الارتقاء بها علميا و ثقافيا و سياسيا و نفسيا .. ففي الوقت الحالي أصبح مطلوب من الفرد أن يسعي في أحياء مفهوم الإحسان و الإتقان و ذلك في إطار ديني معتدل تنظمه الدوله من خلال سلوك مشروع في الدوله و انظمتها و ذلك سعيا لخدمة الصالح العام للبلاد و ترسيخ الحس الوطني داخل المواطن بمختلف ثقافاته .. و لك أن تتخيل التأثير الإيجابي الذي سيحدثه هذا الارتقاء من تطور و رفع للوعي الوطني للافراد داخل الوطن
٢) السلوك اليومي : حيث انه مطلوب من الفرد أن يتصرف كمواطن كريم يسعى إلى النهوض بوطنه و ذلك بالتخلي عن السلبيه في شتى الممارسات اليوميه و التي إن إتخذ الناحيه الإجابيه منها فمن الممكن أن يساهم المواطن في النهوض و الرقي بالوطن و الحرص عليه مثل حرصه على بيته و أهله وذويه . حيث ان المواطن يجب أن يكون جزءا من الحل بإيجابيته و إلا أصبح بالسلبيه جزءا من المشكله
٣) الاسره و نشأة الفرد : يجب التخلي داخل الاسره عن الطرق العشوائيه التي تبني بها الاسره افرادها و تدير شؤونها .. حيث ان إعداد الفرد لبناء الاسره يكون كيانا فاعلا في المجتمع اذا ما تم احتضانه تربويا بحيث لا يقتصر دوره على تلبية احتياجات الاسره المعيشيه فقط و إنما يجب أن يكون دوره بناءا في سلوكيات و أخلاقيات الاسره
٤) المواطنه و الشراكه فالوطن :
و تترجم إلى ايجابيه
و إنخراط مكثف في الشأن العام مع تغليب المصلحه العامه الوطنيه … و العمل العام يشمل كل جهد يعود على الوطن و المواطنين بالنفع .
حيث انه مطلوب من كل مواطن المساهمه في بناء و تحديث المؤسسات في المجتمع المدني إعلاميا و ثقافيا و مهنيا و حقوقيا و رقابيا…… إلخ حيث ان المجتمع المدني ذات الفعاليه هو من أهم شروط النهوض بالاوطان و يؤدي إلى مجتمع اكثر تماسكا و اقل تأثرا بتقلبات السياسه
و من خلال ما سبق كله يكون العمل السياسي العام و الذي يكون عن طريق المشاركه السياسيه الفاعله و ليس بمتابعة الاخبار السلبيه بل يجب أن يكون بالوقوف على حقيقة ما يجري من أحداث و أداء الدور الايجابي الفعال و المؤثر لخدمة الشعب و الوطن
و اخيرا نقول ان اتباع هذه الخطوات و تفعيلها من خلال القنوات المشروعه داخل الدوله و في إطار فعال من الايجابيه و الممارسات المعتدله .. من شأنه أن يسهم في النهوض بسلوكيات الشعوب مع قياداتها للنهوض بالاوطان .