الصحوة الإعلامية …
اللواء أركان حرب / محمد يوسف شعيشع - يكتب من عرين الأسود - في مصر القاهرة ...
يجب أن تستعيد مصر أهم اذرع قوتها الناعمة المتمثلة فى الاعلام ويجب أن يعود الإعلام المصرى لمكانته المستحقة كإعلام وطنى توعوى تثقيفى تعليمى تربوى ترفيهى يسعى للارتقاء بالوعى الجمعى لأبناء مصر ويرتقى بالمجتمع ثقافيا واخلاقيا وعلميا وتربويا ويهيمن اعلاميأ على المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج كما كان منذ عقود بنشر الفكر الراقى والفن الراقى والقيم الأخلاقية الرفيعة ويحافظ على رقى وثبات الوعى الجمعى لشعوب المنطقة العربية بكاملها كما كان وقتما كان اعلى صوت أعلامى فى الشرق الأوسط يصدر من الإذاعة المصرية (هنا القاهرة) كانت إذاعة مسموعة فى المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج وكما كان ( صوت العرب من القاهرة) صوتا مدويا فى المنطقة العربية بكاملها يسمعه العرب من المحيط إلى الخليج .
لا يمكن أن تستمر الكارثة التى يعانى منها بلدنا اليوم وهى تغييب الاعلام الوطنى وظهور محاولات واضحة لتغييب الوعى الجمعى للمصريين بإختراق الإعلام والسيطرة عليه بمجموعات من الجهلاء تقمصوا صفة (الإعلاميين) بدون استحقاق والحقيقة أنهم واهمون ويسعون لتحقيق أغراض لا تخدم المجتمع وتناسوا جميعا أن الإعلامى هو مقدم برامج يستضيف الخبراء والعلماء المثقفون والفنانون ويطرح عليهم فقط أسئلة بعقلانية ووعى ويستقبل آرائهم وينقل علمهم وخبراتهم للمجتمع على أن يكون مقدم البرامج ( الإعلامى) لديه الفكر الراقى والدراسة الجيدة لموضوعات النقاش قبل الخوض فيها بلا عشوائية وكلما نجح فى ذلك فهو أعلامى ناجح.
يعتقد البعض ممن اطلقوا على أنفسهم اعلاميين إنهم خبراء فى كل المجالات ويعبرون عن أرائهم الشخصية فى كل المجالات بلا اى تحفظ وبدون استضافة المختصين والعلماء والخبراء.
كثير ممن يدعون انهم اعلاميين لا يملكون أى مؤهل يمنحهم الحق فى الحديث فى موضوعات تحتاج إلى أصحاب الخبرات والمؤهلين هؤلاء المدعون يدعون انهم علماء شموليون والحقيقة أنهم يسعون إلى تخريب العقول وتسمح لهم قنوات فضائية هدفها تجارى بحت بالظهور بل وتنجمهم وهدفها الرئيسى التربح وليس خدمة المجتمع.
ولا يمكن إنكار أن هناك اعلاميون مثقفون لا يشاركون إلا فى حدود ما تأهلوا له بالعلم والمعرفة هم نجوم الإعلام الحقيقيين.
أعيدوا للإعلام مكانته بمؤسسه قادرة علىى المحافظة على الوعى الجمعى للشعب المصرى العظيم علما بأنه لم يتم المساس به حتى اليوم ولا التأثير على إدراكه ووعيه وتمسكه بالثوابت الوطنية والقيم الأخلاقية.
سيبقى استمرار غياب المؤسسة بقيادة واعية وغياب الرقابة على المصنفات الفنية كارثة بكل المعايير ولا يجب تجاهل إن الإعلام هو أهم اذرع القوة الناعمة للدولة المصرية أعيدوا المؤسسة الإعلامية . واعيدوا الرقابة على المصنفات الفنية.