يقولون أن زمن المعجزات ناله ما ناله من بوار وانتهى، كيف! وأنت تصحو كل يوم وتراك الشمس نهاراً وتلقي بخيوطها الذهبية على جسدك فيصيبك الدفء وتلمع عينيك ببسمة الأمل، وتذهب إلى عملك الذي لا ترغبه أو ترغبه، وتقابل الآخر بوجه ضاحك أو عابس، يلقي مخك بأوامره فتأخذك مناحي الحياة يمنة ويسرة، وفي آخر النهار تودعك الشمس، ويُقبلك الليل ببدره لتلقي له همومك في جعبة أسراره، وبعد ذلك تقول أن زمن المعجزات ولى.
والعلم والتكنولوجيا وأنسنة الآلة هي التي ستحل مشاكلك، ستقدم لك الخدمات مبتسمة، لا تفرح كثيراً بحلولها مكانك.
فهل ستبكي من أجلك إن حل بك مكروهاً وستكون دموعها سلسبيل يروي ظمأ الحنين للصديق والحبيب.
إنك أنت الآية التي ستظل إلى يوم القيامة دليل على وجود صانعك وبرهان على تدفق الجمال، القبح، الخير، الشر، الأمل، الإحباط، ميلاد جديد، موت مستحق، رجاء ويأس.
أنت من روحه فأنى للآيات الانتهاء، إلى أن يرث
الخالق الأرض ومن عليها، سيظل الكون مرآة
شفافة، دليل دامغ على ضعفك وقلة حيلتك، ويا ليت ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل تبدأ آيات
جديدة من بعث وحياة أطلق رب الصنعة
عليها أنها هي الحيوان _الحياة الباقية بلا موت يملؤها الحبور والسرور _ لو كنا نعلم.