الكاتب بسام البديري...... يكتب ( الكنز)
عندما سكن أهالي قرية صغيرة على ضفاف النهر، بدأوا يروون قصصاً عن كنز مفقود يقال إنه مخبأ في إحدى الغابات الكثيفة المحيطة بالقرية. تناقلوا الحكايات عن دروب مليئة بالألغاز والأماكن الخفية التي تحتمل الكثير من الثروات. ومع مرور الوقت، تحول هذا اللغز إلى أسطورة تُحكى للأطفال قبل النوم.
كان هناك شاب ذكي يُدعى كارلوس ، كان يستمع إلى هذه الحكايات باندهاش ويتساءل إذا ما كانت تلك الكنوز حقيقية أم مجرد خرافات. قرر كارلوس أن يكتشف الحقيقة وراء هذهِ الأسطورة. بدأ رحلته بحماس وشغف، يجتاز الأدغال المظلمة ويتجاوز الصخور العالية في البحث عن أي مؤشر يقوده إلى الكنز المفقود.
في إحدى الليالي الباردة، وبينما كان كارلوس يستكشف إحدى الكهوف العميقة، اكتشف رمزاً غامضاً محفوراً على الجدار. كان يشبه الإشارات القديمة التي تركتها الحضارات القديمة. بدأ كارلوس يفك رموزه بحذر، واستغرق الأمر وقتًا طويلاً. وأخيراً، بفضل ذكائه وصبره، تمكن من فك رمز الكهف والوصول إلى الغرفة السرية.
عندما فتح الباب، وجد نفسه أمام كنز ضخم من الجواهر والذهب. كان الكنز يتلألأ في ضوء الشموع ويمتد على مرأى العين. وكانت هناك لوحة صغيرة مكتوب عليها: “الكنز الحقيقي هو الحكايات التي تجمعنا والأصدقاء الذين نحظى بهم في الحياة”.
وهكذا، اكتشف كارلوس أن اللغز ليس فقط عن الثروات المادية، بل عن القيم الحقيقية والعلاقات الإنسانية. وعاد إلى القرية ليشارك حكايته الجديدة ويعلم الأطفال درساً قيمياً عميقًا حول معنى الصداقة والثقة وقيمة العائلة والأصدقاء.
هكذا انتهت رحلة كارلوس وبدأت قصة جديدة تُروى للأجيال القادمة، تحمل في طياتها الحكمة والتعلم من اللحظات الصعبة، وأهمية البحث عن الجوانب الحقيقية للثروة في حياتنا….