إبداعات أدبية

الكاتب دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب…..يد الكافر

لم يكن هذا الباب الخشبي العتيق الضخم في بنيانه سوي شاهداً علي ازمان تمضي أمامه، شاخ وتشرخت أنسجة وجهه وكساها خشونة بلون القدم اختلط بدماء الحديد النازف صدأ، دماء اختلطت بوجه الباب مغيرة من لونه المحروق بحرارة الشمس ورطوبة الليل إلي اللون الصدئي المحمر ،كان الحديد بمثابة ضمادات تعضد من قوة الباب تلفه لفا في أجزائه العلوية والسفلية كأنها تغلف جوهرة جميلة من عبث الطبيعة ، وهذه المسامير(الحدادي) الخشنة والتي اخترقت قلب الباب في قلب الباب في كل مكان لتقتل بداخله اي إحساس بالرحمة حتي أصبحت صدئة تماما مثل رؤوس تلك المسامير التي كساها الصدأ من دمائه مكونا قشرة صلبة تخفي تحتها أنات رؤوس المسامير التي دقت بقسوة ،طالت الحياة بالباب الخشبي السميك حتي تآكلت أجزاء من أرجله وهرم منحنيا غير قادر علي الحركة حتي تثاقلت كثيرا لدرجة انه يحتاج للآخرين لتحريكه من الأمام للخلف صباحا ومساءا وكان يحس بمدي العناء الذي يحمله للآخرين بثقله مع الأيام ولكن كانت هذه القطعة الحديدية التي في حجم كفة اليد وفي شكلها باقية متشبثة به من أعلي تنام علي سرير حديدي خشن تتحرك لأعلي وأسفل صانعة صوت فيه من الفزع ما يجعل قلب الصغار يخفق ويهتز ناثرا ما بداخله من مشاعر حانية حتي ليصبح أكثر صلابة من اليد الحديدية، كان مثل جرس موسيقي لأغنية الجفاء والمكر ،موسيقاه تحيي كل نوازع الاختلاف في النفس البشرية التي هي واحدة خلفه ،لم يكن الباب الخشبي سوي المنفذ الوحيد لقلب الدرب الإنساني القديم التي تري أطلاله من الطوب اللبن التي حاولت أن تتماسك ولم تستطع الطبيعة منه منالا ولكن كانت خشونة القلوب أكثر قوة في افعال معاول الهدم بها فخرت أجزاء من الطوب صرعي مغلفة بأكفانها الطينية التي نقشت بانسجة (التبن) خلال أسطحها حتي تدوسها أرجل الصغار بعد أن لمستها وبنتها أيادي الأجداد وما زال في وسط الحياة بلا حياة و لا يملك سوي الإحساس بالموت دونما الوصول له.

و تدق يد الكافر معلنة أنها الأكثر بقاءا موقظة خشونة الإحساس في الأبناء كما كانت تفعل مع الأجداد الذين مضوا من خلال هذا المنفذ الخشبي بين دنيا الحياة ودنيا الموت.

 

 

 

 

الكاتب دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب…..يد الكافر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى