اللواء سمير المصري يكتب.. كيف أعيش حياة بسيطة وأستمتع بها؟
ينشر موقع هارموني نيوز مقالا جديدا لـ اللواء سمير المصري بعنوان كيف أعيش حياةً بسيطة وأستمتع بها؟ وإلى نص المقال:
لكل شخصٍ ظروفه الخاصة، لكنَّك تستطيع أن تستخلص منها – أو من بعضها على الأقل – ما يناسب حياتك ويجعلها أبسط
ما يعد بسيطاً بالنسبة إليك قد يكون شيئاً مختلفاً بالنسبة إلى شخص آخر ؛ حيث يكمن هذا الاختلاف في الأشياء التي تملأ حياتك بالحماسة والشجاعة وفي الأشياء التي تثريها .
يجب أن تكون رحلتك فريدة من نوعها بحيث يكون روتين حياتك والعادات التي تختارها ذات مغزى بالنسبة إليك، وتجلب لك السعادة والرضا.
البساطة يجب أن تكون فرصة لك لبناء حياة ذات معنى واستدامة وعلى مدار العام ، ونظراً لأنَّنا يجب علينا أن نكون حريصين على عيش حياتنا بوعي ، فقد تعلَّمنا بعض الدروس التي جعلَتنا أكثر نُضجاً وساعدَتنا على اتِّباع عدة طرق لنعيش حياة مفيدة ومناسبة لنا.
أن العيش ببساطة ليس هدفاً له نقطة نهاية؛ بل هو رحلة اخترنا القيام بها، رحلة تسمح لنا باحتضان ثراء وجمال الحياة من خلال التروي في الحياة وتقليل الرغبة في تملُّك كل شيء والانتباه أكثر إلى المكان الذي نركز فيه طاقتنا.
وما يكون نافعاً في هذا المجال قد يكون مختلفاً بالنسبة إليك ؛ لذا اختار منها ما يجلب لك السعادة وتعلَّم أن تكون راضياً عن الرحلة التي تقوم بها.
كل مساء قبل النوم أفتح دولاب ملابسك لتختار منها ما سترتديه في اليوم التالي ، وقد يري أن انحصار الخيارات في الملابس المناسبة التي تحبها فقط أسهل بكثير من الانتقاء من بين مجموعة هائلة من الملابس التي لم تعد ترتديها ، لكنَّها موجودة وتشغل مساحة فقط.
لابد وجود متسع من الوقت في حياتك يسمح لك بالاسترخاء ، أنَّ وجود هامش أكبر من الوقت خلال الأسبوع يخلق لديك المزيد من الفرص لتكون مسترخياً وأقل انشغالاً، ويسمح لك ذلك بالاستمتاع بالمزيد من ملذَّات الحياة المجانية ، مثل أشعة الشمس والطبيعة والأحباء واتباع العادات اليومية النافعة.
الاستمتاع بالحياة بدل التركيز المستمر على المستقبل يجعلنا نشعر بالرضا ، العيش ببساطة ليس هدفاً نهائياً نصل إليه ثم ننتهي بمجرد تحقيق بعض الأهداف التي تنال إعجابنا ، بدلاً من ذلك يجب أن نختار الاستمتاع بالحياة التي نعيشها من خلال تقدير الشعور بالرضى الذي تخلقه عاداتنا ، مثل العادات التي تهدف إلى ترتيب المنزل، كترتيب السرير وغيرها من العادات التي نواظب على فعلها.
رفضُ بعض الأشياء الجيدة يخلق فرصاً لأشياء أفضل ،
قد يكون الرفض أمراً صعباً خاصة إذا كنت من النوع الذي يحاول إرضاء الناس دوماً، لكنَّك ستدرك أنَّ الرفض شيء جيد ، فأنت لا تستطيع القيام بكل ما يُطلَب منك، ولا يُعَدُّ هذا شيئاً مُفيداً ؛ لذلك تعلَّم أن تقول “لا” للفرص حتى لو كانت جيدة، فهذا يفسح المجال لفرص أفضل.
اعلم ان المقارنة أكبر عدو للسعادة ، فعندما نلجأ إلى المقارنة في حياتنا، فإنَّنا نعترف لا شعورياً بأنَّ ما لدينا ليس كافياً ليجعلنا سعداء ، ونعتقد أنَّنا إذا حصلنا على الأشياء التي يمتلكها الآخرون فسوف نصبح أكثر سعادة وأكثر رضى،
” لا زلتُ أتعلَّم هذه الحقيقة وأرى أنَّنا نصبح أكثر حرية عندما نركز على حياتنا الخاصة بدلاً من التركيز على إنجازات الآخرين ”
فكر جيداً قبل أن تندفع لشراء شيء ما ، قد تكون مدمنا علي الشراء الفوري بمجرد الشعور بحاجتك لشئ ما ،
لكنك اليوم يجب أن تكون أكثر وعياً في إنفاق الأموال، والفضل في ذلك هو أن تعطي لنفسك 48 ساعة للتفكير في الشيء قبل أن تقرر شراءه.
تستطيع تطبيق القاعدة نفسها، عندما تشعر بحاجة لشراء شيء ما – إلا إذا كان ضرورياً جداً – توقف قليلاً وأعطِ لنفسك 48 ساعة لتعرف ما إذا كنت تشعر بالحاجة نفسها لشراء هذا الشيء، ومن المحتمل أن تغيِّر رأيك وترى أنَّك قادر على الاستغناء عنه.
المراجعة الذاتية لعاداتك وأهدافك طريقة صحية للتقدم ،
يسمح لك قضاء بعض الوقت في مراجعة الأهداف والعادات التي تتبعها وتقييمها بمعرفة ما إذا كانت هذه العادات مفيدة بالفعل أم يجب أن تفعل شيئاً إضافياً.
تتغير ظروفنا من وقت لآخر وما يكون مفيداً اليوم قد لا يكون كذلك بعد عام ؛ لذلك يجب أن تتعلم كيف تستغني عن الأمور التي لم تعد مفيدة والإبقاء على الأشياء التي تساعدك على تحسين حياتك.
أحد أكثر الأشياء التي تجلب الرضى هو تقدير التجديد في الحياة، مثل احتساء مشروب ساخن في المقهى المفضل لديك أو السفر إلى مدن جديدة أو تناول الطعام في مطعم جيد، لكن إذا كنتَ تفعل هذه الأشياء كثيراً فمن المؤكد أنَّ المتعة التي كانت تقدِّمها في البداية سوف تتضاءل؛ لذلك يجب أن تمتنع عن بعض الملذات لبعض الوقت وبذلك تحافظ على المتعة التي تمنحك إياها مع مرور الوقت.
الخلاصة
الوقت الذي تنعم فيه بالهدوء هو ضرورة يومية ، مثلا
بصفتك أمَّاً وتقومي بتعليم أطفالك في المنزل فقد تدركين بعض الجوانب الإيجابية في الحياة؛ وما يجب ان تتعلَّميه أنَّك لا تستطيعي بذل مقدار من الطاقة أكثر مما تحصلين عليه .
فإذا استهلكتي طاقتك العقلية والجسدية كلها في رعاية أطفالك وتعليمهم طوال الصباح، فأنتي بحاجة للراحة حتى يمكنك الاستمرار بذلك بشكل جيد، ويُعَدُّ وقت الظهيرة الهادئ عادة يومية منتظمة نستفيدين منها جميعاً، ويمكنك خلال هذا الوقت الحصول على استراحة وتجديد طاقتك.
لإيجاد الهدوء والسلام الذهني يمكنك الاستغناء عن عادات أو أشياء أكثر فاعلية من إضافة عادات وأشياء جديدة ،
عندما نريد تحسين شيء ما فغالباً ما نفكر فيما يمكن إضافته أو تغييره ،
لكنَّ إحدى القواعد التي تعلَّمناها من تجاربنا هي قاعدة الإضافة عن طريق الإزالة ؛ لذلك بدلاً من إضافة عادة جديدة لحل مشكلة ما فكِّر فيما يمكنك الاستغناء عنه أو اجتنابه.