دون المستشار الدكتور أحمد نعيم الوكيل العام بالنيابة الإدارية عبر صفحته العامة فيس بوك مقالة بعنوان
“وحدة العمل القضائى”، وبدأ مقالته بقوله تعالى: “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل “صدق الله العظيم.
والمخاطب فى السياق ليس عموم الناس ولكن المخاطبة كانت لخصوص المتطلب للقائم بهذا العمل الجليل، والحكم هو صفة من صفات الحق سبحانه والقائم بالعمل القضائى سواء فى القضاء العادى أو الإدارى وكذا الادعاء الجنائى أو التأديبى
فلا تباين فيما بينهم فى الأدوات المستخدمة فى تحقيق العدالة المحققة لغاية الحكم إظهارا لوجه الحق والذى هو صفته سبحانه، فكما قال صلى الله عليه وسلم ” العلماء ورثة الأنبياء ” أى فى علمهم، فكذلك ” القضاة ورثة الأنبياء ” ولكن فى عدلهم، فالعلم إمام والعدل إمام، فإن لم يسبق بالرحمة كان الكبر والعجب، فإذا تكبر الإمام ضاع العلم وضاع العدل، والكبر كما قال صلى الله عليه وسلم له وجهان الأول احتقار الناس وهو من وصف خطيئة إبليس لعنة الله والوجه الثانى بتر الحق أى الاستعلاء على قول الحق، لذلك مايز الحق سبحانه من خلال لسان الفرقان المحمدى بين أصنافهم حينما قال ” القضاة ثلاثة ” ولم يصلح عند الله منهم إلا الثلث، فالعامل بالعمل القضائى لا ينبغى أن يغبن فرائضه، وفرائضه الموجبة لأمر الله ثلاثة فإذا تخلف عن إحداها فقد ناهض استخلاف الله له فى الأرض وهى الرحمة والعلم والعدل
وفى ختاما مشرق بنور أهله فإن العمل القضائى فى كتائب سلطانه سواء القضاء العادى وصنوه النيابة العامة والقضاء الإدارى وصنوه النيابة الإدارية فما رجاله إلا وسام لوجه العدالة والحق وقد أوجب لهم المشرع الدستورى والقانونى من الضمانات والحقوق بالمساواة فيما بينهم والتى تعكس عظم مسئوليتهم باختلاف مواقعهم فى محراب العدالة فى معارك إقامة موازين القسط حتى يستفيق الفكر والوجدان بعقيدة خالصة دون مكدر لها من شواغل الحياة والخلق فلا إمامة لأحدهم على الأخر ولا تمايز فيما بينهم ولا تفاضل فرسالتهم ووجهتهم واحدة، فالإمام هو الحق والعدل ابتغاء مرضاة الله، وحالهم التخلق بقول الله تعالى فى أنبيائه ورسله ” لا نفرق بين أحد من رسله ” فرجال العمل القضائى هم رسل الله فى العدل وضمير الأمة الحى بشموخ وهيبة ممزوجة بالرحمة وخفض الجناح لعموم الناس فلا ييأس طالب ولا يطمع متوسم.. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ونزه الضمائر من الغوائل.