الجيش والشرطةمانشيتات

المنسي ؛ لا يُنسي …

أسماء حفرت في القلوب والعقول، لا يستطيع أحد أن ينساها،بل يتافخر بها الجميع، ويذكرونها دوما كمثال وقدوة يحتذى بها، وتربى عليها الأجيال.
من هؤلاء العقيد أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة بالقوات المسلحة المصرية، الذي استشهد يوم الجمعة السابع من شهر يوليو 2017.
عرف الشهيد “منسي”، بين أقرانه بمواقفه الصلبة ضد الإرهاب والتطرف ورفضه للتشدد، واستشهد إثر هجوم إرهابي على كتيبته في مدينة رفح، هو وعشرة جنود آخرين.
وعقب استشهاد البطل المصري أحمد منسي، تداول رواد التواصل الاجتماعي، “بوست” للراحل عن العقيد رامي حسنين، أحد أبطال الصاعقة المصرية، والقائد السابق للكتيبة 103 صاعقة، حيث كتب الشهيد أحمد منسي عنه يوم استشهاد الثاني، قائلا: “في ذمة الله أستاذي ومعلمي، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامي حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب”.
وعرف عن العقيد أحمد منسي حبه لمساعدة أي إنسان والوقوف إلى جوار الآخرين دون تمييز بناء على دين أو جنسية، وكان يدعو للسلوكيات الراقية، حتى أنه كان ينهر من يراه يرمي قمامة في الشارع .
وكتب الشهيد “منسي”، الشعر منذ صغره، وكان من أهم ما يردده: “شجرة إنتي يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنكِ فانية، فلا شيء باقٍ، ولكنكِ باقية حتى يفنى التاريخ”.
وبعد استشهاد بثلاثة أيام قال ابنه حمزة: “أنا نفسي لما أكبر أدخل الكلية الحربية عشان استشهد زي بابا”، علاوة على أنه يرتدي دائمًا الزي العسكري ويردد: “هحارب الإرهاب في كل مكان.”
وعن علاقته بالأخوة الأقباط، فقد كان يحب الأقباط جدًا ويحبونه، وحزن جدًا وبكى عندما حدث تفجير في إحدى الكنائس، وعندما استشهاده صلى عليه الجميع في المساجد والكنائس.
وكتب الشهيد “منسي” خطابًا للإرهابيين قال فيه: “جزيل الشكر لعدوي اللي أتاح ليا الفرصة بعد سنين من التدريبات أن أواجهه، دخلت أرض الفيروز بأفارولي، وخلاني أصلي في كل شبر فيها، أقسم بالله مالكش عيش فيها طول ما إحنا فيها”.
وتثبت الأيام أن “منسي”، كان بطلا منذ نعومة أظافره، فقد التحق بـ”الصاعقة” بعد تخرجه في الكلية الحربية لتميزه ولياقته البدنية العالية وبطولاته، قبل أن يتم اختياره ليخدم في “الوحدة 999 قتال”، وهي وحدة فرق الإرهاب الدولي، ليتم اختياره بعدها للحصول على “فرقة السيل” ضمن الدفعة الأولى في مصر وهو برتبة ملازم أول، وهي الفرقة التي التحق بها أكثر من ألف شخص بالدفعة الأولى ، ولم يكمل منهم غير 37 فقط “منسي كان واحدا منهم”، لأنها فرقة شديدة الصعوبة، وفي أمريكا ينجح واحد من كل 5 أشخاص في الالتحاق بها.
ولاقى “منسي” صعوبات للحصول على “فرقة السيل” من أمريكا، وواجه عراقيل من المعلمين بالفرقة الذين ميزوا ضده كونه عربي ومسلم “لأن كان أغلبهم من أفغانستان وكانوا مصابي عمليات في حروب ضد المسلمين”، واعتبروه عدوا لهم أرسلته دولته للتدريب لديهم، فحاولوا إحداث وقيعة بينه وزملائه داخل الفرقة، لكن استطاع “منسي” بشخصيته أن ينال إعجاب زملائه لدرجة أنهم أصبحوا يختارونه قائدا لهم خلال تقسيمهم مجموعات أثناء التدريب “وبشطارته وصل الأمريكان إنهم يقولوله إنت القائد بتاعنا في المهمة”.
و”تطوع منسي” لتولي قيادة الكتيبة “103” خلفًا للشهيد رامي حسنين، بعد حدوث ظرف طارئ لقائد الكتيبة المعين آنذاك بعد استشهاد “حسنين”، وطلب “وديًا” من قياداته بإمكانية استبداله مع زميل آخر، وعرض الموضوع على “منسي” الذي كان قائداً لكتيبة في أنشاص بالشرقية “خلاص كان اتعين ومش هينفع يروح سيناء”، ليوافق بلا تردد “قاله أروح طبعًا يا فندم”.
وعلى الجانب الإنساني، حرص “منسي” على مجاملة جنوده وضباطه في أفراحهم وأحزانهم، فكان يحصل على إجازة أسبوع أو 10 أيام بعد مدة شهر، وكثيراً ما كان يسافر إلى محافظات الصعيد لمجاملة مجند معه بالكتيبة ومساعدته في تجهيز فرح أو غيره.
.
حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى