[سلسلة التاريخ القادم] الهكسوس في مصر – التاريخ المجهول [ج. 2] …
هكذا انتصر الملك المظفر [تحوتمس الثالث] من نفس نقطة انطلاق جيوش مصر في معارك نصر أكتوبر ...
عمرو عبدالرحمن – يكتب من : مصر القاهرة
= وصف المصريون قبائل المستعمرين؛ بأكثر الأوصاف عبقرية لكشف أصولهم الغجرية: بـ[حقاوسوت] أو [الخاسوت] أي: [ملوك البدو الرعاة].. ومصطلح “غجر” باللغة السنسكريتية، معناه: البدو الرحل.
–
– أطلق المصريون علي كافة قبائل الترك البدوية الأوراسية لقب: [عامو]، نسبة لاسم النهر الذي أتوا منه: نهر [أوكسوس] أو [عامو داريا].
–
– لما احتل اليونانيين مصر، وقرأوا تاريخها مترجما عن [ايجيبتياكا] – موسوعة [مانيتون السمنودي] – نطقوا اسمهم باللفظ: (أوكسوس Ὑκσώς / ὑκσώς).. ومنه لبقية اللغات…
= وهو لفظ ونطق مختلف.. عن [حقاوسوت] أو [الخاسوت] بمعني : الملوك الرعاة البدو.
= “الهكسوس” الذين هاجموا مصر، كانوا من قبيلة “الخوريين”، هاجروا من موطنهم الأصلي حول (بحيرة ڤان) قرب بلاد القرم والقوقاز، وأسسوا أولي ممالك الترك؛ وهي “باكتريا-مارجيانا” – بين (خوراسان – شرق إيران، وشمال أفغانستان – حاليا).
–
= الهكسوس شعب مُهجن، اتصف بكل صفات القبائل الهندو-أوروبية المهاجرة من أرض طوران، مثل دفن الخيول مع الموتي في تلال الدفن (كورجان)، واستخدام العربات تجرها الخيول، في ترحالهم، وكانوا أول من اخترع سلاح عربات الخيول الحربية، وأسلحة أخري كالأقواس المركبة والفؤوس الخارقة والسيوف المنحنية، وغيرها من صفات قبائل الهندوأوروبيين وهندو-إيرانيين.
–
= تزامن غزو الهكسوس مع هجرات واسعة للهندو-آريين بالشرق الأوسط والعربي، مثل الخوريين إلي “كنعان / سوريا”، والكيسيين إلي أرض الرافدين.
–
= اتخذ حكام الخوريين – الهكسوس المتأخرين أسماء هندو-آرية، هندو-أوربية، وسرعان ما تم استيعابهم داخل الأغلبية من العرب الساميين الذين احتل الهكسوس أرضهم، واستبدلوا لغتهم البدائية غير المكتوبة (عديمة الأبجدية) باللغات السامية لشعب كنعان المتحضر، كما خلط البدو الاتراك وثنيتهم بالديانات المحرفة في كنعان، وعبدوا نفس أصنامهم مثل “بعل”.
–
= وصفهم أعظم مؤرخ مصري؛ [مانيتون] بـ[الملوك البدو الرحل] أو [حكاوسوت HqA(w) xAst] وأن جيوشهم حشود من البرابرة الأجانب، لاقوا مقاومة ضعيفة نتيجة غرق شمال البلاد وقواعدها نتيجة التسونامي، وانتشار المجاعة والصراعات الأهلية والسياسية كما سجلت بردية إيبوير.
–
= تميزوا بالوحشية في القتال، وتكتيك حرب العصابات، وفتح ثغرات للتسلل وشن غارات خاطفة، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية للذكور، والإبقاء علي الإناث، كحاضنات للتناسل واستعمار الأرض.
– كما فعلوا في (بني إسرائيل) أثناء استعمار الترك الهكسوس لشمال مصر، أيام فرعون ملك الهكسوس، الذي خلفه “خامودي” – آخر ملوكهم الذي طرده الملك أحمس من مصر قبل 3550 سنة.
–
- مصادر: (وليام أوكسنوالد William L. Ochsenwald)، (كلود فريدريك Claude Frédéric)، (أرماند شيفر Armand Schaeffer)، (جون برايت John Bright)، (فيليب خوري هيتي Philip Khuri Hitti).
–
= بعد طردهم من مصر وعودتهم لقواعدهم المتقدمة التي استقروا بها عقب هجراتهم للشرق، أسس الخوريون “الهكسوس”، مملكة (ميتانـّي) بأرض الرافدين (العراق حاليا)، عاصمتها: (واشّـّوكانـّي Waššukanni).. المشتق من اسم قبيلة أشكناز التركية جنوب القوقاز.
–
– سماها المصريون بالهيروغليفية : (نهارين: nhrn : Naharin).
–
= تحدثت قبائل ميتانـّي اللغة الخورية والأناضولية القديمة، [لغات هندوآرية وهندوأوروبية]، خليط من اللغات الخورية – الطورانية، والأبجديات السامية المتطورة.
–
= سنة 1335- 1320 ق.م، عاود الهكسوس عدوانهم علي مصر بقصد احتلالها، كما احتلوا كافة أراضي الشرق العربي والأوسط والأدني، فقامت مملكة ميتانـّي بتحريض أبناء عمومتها الحيثيين.
–
= في عهد [شاتيوازا Šattiwaza]، ملك ميتانـّي ، ينطق بالخورية: كيلي-تيشوب”، (حوالي 1375-1350 ق.م) عقد معاهدة تبعية لملك الحيثيين [شوبيلوليوما الأول Suppiluliuma I]، وتزوج بابنته، وحصل منه علي جيش كامل للعدوان علي مصر.
–
= تحالفت ممالك ميتانـّي الخورية، الحيثيين، البابليين، ضمن 23 جيش، و830 زعيم، بقيادة أمير قادش، واتجهوا للقاء المصريين عند تل مچدو.
–
= قبل الموعد ودون سابق انقضت صقور جيش مصر بقيادة الملك العظيم / تحتمس الثالث حفيد [أحمس الأول]، في معركة مچدو العالمية سنة (1456 ق.م)، وجعلت من التحالف الآثم، غثاء سيل من الهاربين والمستسلمين والقتلي بالآلاف …
–
= وضع ملك مصر نظامًا لوجيستيًا قويًا لتأمين إمدادات جيوشه، وتحرك بسرعة البرق من قاعدة [ثارو] المركزية بطريق حور الحربي، إلى تل مجدّو في عشرة أيام فقط، سيرًا على الأقدام.
وطريق حور الحربي هو نفسه الذي انطلقت منه جيوشنا خير أجناد الأرض خلال معارك النصر العظيم في السادس من أكتوبر 73.
–
= عند وصوله إلى نقطة محوَر الطرق المؤدية إلى مجدّو كان أمامه ثلاثة خيارات:
- الأول- إلى الشرق ثم الشمال ليصل المدينة من الجنوب الشرقي.
- الثاني- من الشمال ليصلها من الغرب.
–
= لكن الملك الشاب اختار الطريق الثالث – الصعب – المباشر المعروف بمضيق أرونا (وادي عارة اليوم)، وهو غير المتوقع من العدو، عبر ممر جبلي وعر، ليتم له النصر العظيم بفضل الله العظيم.
= سجل المؤرخ الملكي [تجانيني] أحداث المعارك الأعظم في التاريخ القديم، وتفاصيل 14 حملة عسكرية قادها [تحتمس الثالث] لتعود مصر علي يديه؛ قوة عظمى إمبراطورية تتلقي الجزية والهدايا من بابل والحيثيين.
–
- وإلي اللقاء مع موقعة اخري من انتصارات مصر علي الهكسوس …
–
= مصادر:
* المؤرخ (بول ك. دافيز Paul K. Davies).
* (جون ألبرت ويلسون John A. Wilson)، عالم المصريات الأمريكي عالم المصريات الشهير جيمس هنري برستد. خلفه كمدير للمعهد الشرقي Oriental Institute). رئيسًا للجنة اليونسكو الاستشارية لإنقاذ الآثار النوبية، وله إسهامات هامة منها؛
The Culture of Ancient Egypt (Originally published in 1951 as “The Burden of Egypt)[5]