انامل من ذهب.. حولت المخلفات لمجسمات عجب..
“شريف” فنان التراث الأصيل.. أصغر نحات على جذوع النخيل بالوادى الجديد.
ابن القصر الاسلامية اتقن فن النحت فى سن مبكرة
أول أعماله مجسم صغير لمسجد قريته ب٢٠ جنيه ..
شريف: معالم قريتي مصدر الهامى ، ووالدى فنان من الطراز الأول..
الفنون الجميلة حلم حياتى واتمنى مشاركة منتجاتى بمعارض فى الخارج
على الرغم من صغر سنه ونعومة أظافره ، إلا أن موهبته المبكرة جعلت منه أيقونة حياه وتحدى لمن هم بمثل عمره ، ليتحول حلم الفتى الذهبي إلى كيان ومكان يستقطب عشرات الزوار من مختلف الأجانب والمصريين يوميا ، ليشهدوا ميلاد أصغر نحات على بقايا مخلفات جذوع النخيل وخشب الدوم والأشهر فى صناعة مجسمات يدوية جمعت بين البساطة والجمال وفن التراث الواحاتى الأصيل فى لوحات فنية تروى قصة الماضي بين مجد باقي شيدته سواعد القدماء وارث حاضر زينته أنامل المبدعين من وحى الطبيعة وسحر الصحراء الغربية بمحافظة الوادى الجديد.
ترصد بوابة “الجمهورية أونلاين” علامات النبوغ المبكر ودعم شركاء النجاح بأدوات بدائية للغاية والمكونة من إزميل ومبرد ودقاق يستخدمها المبدع الصغير محمد شريف أول من نحت على جذوع النخيل وهو لايزال بسن العاشرة من عمره ليحولها إلى مجسمات خشبية تعبر عن ماهية الهوية الواحاتية وأقدم الأماكن قدسية وتاريخا حضاريا يضرب بجذوره أعماق التاريخ المصري القديم داخل “القصر الإسلامية” أقدم المدن الإسلامية فى مصر بالوادى الجديد.
لحظات فارقة تحمل الكثير من السعادة والمفاجآت لتظل عالقة في بحر الذكريات ، والتى من الصعب نسيانها لارتباطها الشديد بكل البدايات إلى بر الأمان والتطلعات، وهو ما حدث فعليا مع إبن القصر الإسلامية وهو لايزال بسن العاشرة من عمره عندما قام بالنحت لأول مرة على بقايا اخشاب إحدى النخلات المتهالكة ، لتمنحه الحياه قبلة السعادة والانطلاق إلى عالم الشهرة والأضواء بعد مرور ٣ أيام حيث استطاع أن يطوع عشقه ويضع حدا لنهمه فى صورة مجسم خشبي من وحى خياله يجسد معلما تاريخيا يعود للعصر الفاطمى وهو مسجد الشيخ نصر الدين بقرية القصر الإسلامية والذى اشتراه منه أحد زوار معرضه الصغير مقابل ٢٠ جنيه لا غير.
موهبة “شريف” بدأت مُنذ أن كان تلميذا بالمرحلة الابتدائية ثم الإعدادية بمدرسة الجيزة المشتركة حيث كانت موهبته الأساسية الرسم ، ومع كل مرحلة كان يستغل كل ما تقع عليه عينه من خامات يمكن استغلالها في عمل مجسمات داخل قريته « القصر» التابعة لمركز الداخلة ، إلا أن خبرات والده أشهر من نحت على الاخشاب ودعمه وتشجيعه له طوال الوقت ساهم فى تطور موهبته نحو استغلال جذوع ومخلفات النخيل التي تشتهر بها محافظته حيث نجح في صناعة عدد كبير من القطع والأعمال النحتية والمشغولات البيئية عن أقدم الأماكن والمعالم التاريخية بقرية القصر الإسلامية.
ويقول محمد شريف حميده ، فنان التراث ، أصغر من نحت على جذوع النخيل بالوادى الجديد فى تصريحات خاصة ل بوابة الجمهورية ، بدأت ممارسة حرفة النحت لأول مرة وأنا بسن العاشرة والفضل فى ذلك يعود لوالدى الذى تعلمت كل شئ على يديه ، والآن وقد بلغت الرابعة عشر من عمرى أصبحت تربطنى بها علاقة وطيدة وقصة عشق تسري في دمى لتحرك انامل يدى ومشاعرى بتلقائية شديدة ، وقد أصبحت اقضى وقت فراغي أثناء فترة الدراسة وطوال الإجازة الصيفية بين مجسماتى ولوحاتى الخشبية داخل معرض والدى تحمل كل جديد عن أسرار وحكايات قريتي القصر الإسلامية.
أوضح شريف المبدع الصغير ، أن فكرة استغلال المخلفات البيئية وبخاصة بقايا جذوع النخيل المتهالكة في عمل مجسمات ومنحوتات تُعبر عن هوية سكان الواحات وأشهر المعالم التاريخية هناك ، تعتمد وبشكل أساسي على ما يراه أمامه في قريته العامرة بكنوز وشواهد تاريخية باقية منذ عصور سالفة تعود إلى العصر الفاطمي وقبل ذلك بكثير ، فضلا عن حكايات الأجداد حول العادات والتقاليد والمعتقدات الذي يتخيلها وفقاً لرواية والده ثم يقوم بتنفيذه كمجسم منحوت على قطعة خشبية لتوثيق التراث الواحاتى الذي يراه يستحق كل الإهتمام والحفظ للأجيال القادمة.
وحول أمنيته فى المستقبل ، يرى محمد شريف حميده أن فن النحت على جذوع النخيل يحتاج إلى مزيد من المهارات والتعلم واستقاء الخبرات على الاسس العلمية التى يتم تدريسها بالكليات المتخصصة فى هذا المجال مثل كلية الفنون الجميلة التى يراها الأنسب كمحطة مقبلة سوف تضيف أكثر فى مسيرته المهنية والتعليمية ، موجها شكره وتقديره لجميع من قدموا له العون والنصح والتشجيع الدائم وعلى رأسهم اللواء د. محمد سالمان الزملّوط محافظ الوادى الجديد والسيدة حنان مجدى نائب المحافظ لمواقفهم الإنسانية وتذليلهم العقبات أمام عرض منتجاته ودعم موهبته خلال زيارتهم لمعرضه الصغير والفعاليات المختلفة.