انطلاق قمة بريكس في جوهانسبرج .. الهدف : طرح الدولار أرضا …
مصر القاهرة – وكالات – عمرو عبدالرحمن
وسط طموحات متصاعدة بين شعوب الأرض، للخلاص من تبعية الدولار الذي لا يساوي قيمته ثمن الحبر المطبوع به، نظرا لخرجه اتفاقية بريتين آند وودز بمنع إصدار عملة دون غطاء ذهبي..
انطلقت اليوم بمشاركة مصر، والجزائر، قمة “بريكس 2023” بمدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا بمشاركة الدول التي تقدمت بطلبات رسمية للانضمام للمجموعة أو التي أعلنت رغبتها في ذلك.
.
واستبعد الخبراء ، ممارسة أي ضغوط غربية على القاهرة، بشأن انضمامها لـ “بريكس”، إذ تحرص مصر على توازن علاقاتها والحياد فيما يتعلق بالخلاف السياسي الحاصل عالميا، مع مراعاة ما تقتضيه مصالحها الاقتصادية، من خلال الانضمام للمجموعة.
يتفق الخبيران بشأن المنافع الاقتصادية التي يمكن أن تحققها القاهرة من الانضمام للمجموعة، وهو ما لم يتأكد حتى الآن.
ويستبعد محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، أن تواجه مصر أية ضغوط بشأن انضمامها لمجموعة “بريكس”.
ويوضح، في حديثه مع “سبوتنيك”، أن الهدف المصري من الانضمام لـ “بريكس” يرتبط بزيادة الروابط مع الدول الأعضاء المؤثرة والفاعلة في المشهد الاقتصادي والتمويلي الدولي، إذ تضم المجموعة خمس دول منتشرة في عدة قارات في العالم ولديها قدرة اقتصادية كبيرة.
منافع مشتركة
ولفت أنيس إلى أن مصر تستهدف تحقيق منافع مشتركة لها وللدول الأعضاء في المنظمة.
وأشار إلى عدم وجود أي أوراق ضغط غربية على مصر، نظرا لأن الخطوة ترتبط بالمنافع الاقتصادية المشتركة والتمويل بالتنمية، ولا علاقة له بالتوجهات السياسية السيادية، إذ تحتفظ كل دولة بنهجها السياسي دون إلزام الأعضاء باتباع نفس النهج أو الآليات السياسية، بمعنى أن الدول المنضمة ليست معنية بالضرورة بالخلاف الحاصل بين الشرق والغرب، بل تجرى عمليات التعاون وفق المنافع المشتركة المتاحة بين أعضاء التجمع.
الناتج المحلي
في ذات الإطار، قال الأكاديمي والخبير الاقتصادي فتحي السيد إن مجموع الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في التكتل سيزداد قوة خلال الفترة المقبلة ليتخطى المستوى الحالي الذي يقدر بنحو 25 في المئة من قيمة الناتج المحلي العالمي، بما يحقق تعدد القطبية الاقتصادية.
تساؤلات عدة تطرحها القمة، خاصة بشأن الدول التي ترتبط بعلاقات مع دول المجموعة، والدول الغربية الساعية لإضعافها على مستويات عدة، إذ تفرض العديد من العراقيل أمام أي تقدم اقتصادي ملحوظ لدول الشرق، أو أي جهود لترسيخ التعددية القطبية.
وأضاف، في حديثه مع “سبوتنيك”، أن مصر بإمكانها الحصول على قروض ميسرة من بنك التنمية الجديد، كما يمكنها الاستفادة من الإعفاءات الجمركية مع الدول الأعضاء.
ولفت السيد إلى أن انضمام مصر للمجموعة مرهون بموافقة جميع الدول الأعضاء، وهي غير متوفرة في الوقت الراهن.
مبدأ الحياد
ويرى أن مصر تتبع سياسة الحياد، وتتمتع بعلاقات كبيرة مع جميع الأطراف، منها أوروبا وواشنطن، لكنها تبحث في الوقت ذاته على مصالحها الاقتصادية.
وأشار إلى أن الغرب يتفهم ضرورة بحث الدول عن مصالحها الاقتصادية، في الوقت الذي تتخذ فيه مصر قراراتها بسيادية تامة، بعيدا عن أي تأثيرات خارجية.
وأفاد سفير جنوب أفريقيا لدى “بريكس” أنيل سوكلال، اليوم الثلاثاء، بأنه يتم وضع اللمسات الأخيرة لتحديد المبادئ والمعايير الموحدة لتوسيع مجموعة “بريكس”.
من جانبه، أعلن وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، أن دول “بريكس” تناقش إمكانية إنشاء وحدة حساب واحدة، والتي ستكون بديلا للدولار.
وجاءت تصريحات سيلوانوف خلال مقابلة مع قناة CGTN التلفزيونية قال خلالها أن الوضع مع عملات مثل الدولار واليورو يسبب بعض المخاطر، مثل تجميد الأصول وإنهاء التسويات.
وأضاف سيلوانوف بالقول “هذا يعني تقويض الثقة في مثل هذه العملات، لذلك في إطار جمعية “بريكس” نبحث عن فرص لإنشاء أنواع بديلة من التسويات ونظام المحاسبة.
وتابع بالقول إنه ينصب التركيز الرئيسي في تطوير العلاقات التجارية مع الدول باستخدام العملات الوطنية، حيث نرى حقا إمكانية مناقشة إنشاء أنظمة تسوية موحدة ويمكن أن تكون وحدة حساب للدول الأعضاء في “بريكس”.
وأوضح سيلوانوف أن الأمر لا يتعلق بعملة واحدة، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي، بل وحدة حساب كبديل للدولار.
وأضاف “حيث يمكن التعبير عن تكلفة تسليم السلع والمعايير لبعض السلع من أجل عدم الاعتماد على العملة الموحدة أو مركز الإصدار الذي لا يفهم كيف وبأية أحجام يصدر هذه الأوراق النقدية”.
.
حفظ الله مصر